المبحث الأول : مفهوم الشرطة العلمية
يعتبر جهاز الشرطة العلمية من أهم الأجه زة التابعة للشرطة القضائية حيث يساعد
في التحقيقات الجنائية للوصول إلى أفضل النتائج و لكشف غموض الحوادث الإجرامية من خلال استخدام مختلف التقنيات والوسائل العلمية ، التي يتوفر عليها هذا الجهاز ، بالإضافة إلى الخب ا رء الذين يشكلون أهم عنصر في هذا الجهاز كل في مجال اختصاصه ، فمنهم من يكون عمله في مكان الجريمة، مثل خب ا رء البصمات ، ومنهم من يكون عمله داخل المخبر وذلك من خلال إج ا رء مختلف التحاليل و الفحوص على ، ADN مثل خب ا رء تحليل الدم والعينات المرفوعة من مسرح الجريمة .
وعليه يمكن دراسة هذا المبحث في ثلاثة مطالب : الأول نتناول تعريف وأهمية
الشرطة العلمية ، وندرس في الثاني تميز الشرطة العلمية عن الشرطة التقنية و القضائية
أما المطلب الثالث فيختص بنشأة وتطور الشرطة العلمية .
المطلب الأول : تعريف وأهمية الشرطة العلمية:
إن التطور المستمر للجريمة جعل من المجرم يفكر باء تحاذ احتياطاته قبل إقدامه
على النشاط الإج ا رمي حتى لا يترك أية آثار مادية, ولهذا كان ل ا زما على مديرية الشرطة
أن تواكب هذا التطور بإيجاد جهاز فني ومتخصص يعمل معها جنبا إلى جنب ويساعدها
في حل القضايا الجنائية المعقدة ، من خلال تزويده بمختلف الوسائل و الأدوات الحديثة
أطلق عليه جهاز الشرطة العلمية.
وعليه سندرس هذا المطلب في فرعين: الفرع الأول تعريف الشرطة العلمية والتقنية ،
و في الفرع الثاني أهمية الشرطة العلمية والتقنية .
الفرع الأول : تعريف الشرطة العلمية و التقنية
هناك عدة تعاريف للشرطة العلمية من ذلك:
أنها : " مجموعة العلوم و الأساليب التي تهدف إلى إقامة الدليل للإدانة من خلال الكشف
واستغلال الآثار".
وتعرف الشرطة العلمية كذلك بأنها : " مجموعة المبادئ العلمية والأساليب التقنية في البحث الجنائي لإثبات وقوع الجريمة ومساعدة العدالة على تحديد هوية مرتكبها وأسلوبهالإجرامي.
نرى بأن كلا التعريفين غير كافيين لأنهما لم يتطرقا إلى عنصر هام وهو مسرح الجريمة أي المكان الذي تظهر من خلاله الأدلة الجنائية.
كما تعرف على أنها : " فحص شامل ومنهجي ، ودقيق لمسرح الجريمة ، تم معاينته
وفقا لقواعد منطقية وبسرعة لأن الآثار و الشهادات ومختلف الأدلة سهلة الائتلاف والتغير ،وهذا باستعمال قواعد فنية كالتسلسل و المنطق في التصوير ورفع الآثار ووصف المكان والربط بين الشهادات ووضع فرضيات منطقية تتناسق و النتائج المتحصل عليها من معاينة الأشخاص للأشياء و المكان ، فهي تشمل الأفعال الدامية للبحث و الحفاظ على الآثارالمادية الظاهرة و الغير الظاهرة في مسرح الجريمة وتستعمل عدة تقنيات تكنولوجية عالية".
فهذا التعريف قد ركز على الد ور المنوط بالشرطة التقنية بشكل كبير في حين أنه لم يبين
فيه دور الشرطة العلمية مفصلا.
و الشرطة التقنية :هي "مجموعة الأساليب و التقنيات التي تهدف الى معاينة الجريمة
و البحث عن مرتكبيها وإقامة دليل إدانته أو ما يسمى بعلم معاينة الجريمة".
أما التعريف ال ا رجح هو : " إن الشرطة العلمية هي التنظيم الوحيد الذي يتوفر على
الوسائل الإدارية والقضائية و التقنيات اللازمة لترجمة العناصر المرفوعة من مسرح الجريمة وتحليلها مخبريا من مبدأ حتمية ترك المجرم أو الجاني آثار أو بقايا في مسرح الجريمة أثناء اقترافه الجريمة أو يحمل معه أثار من ذلك المكان ، من أجل الوصول إلى هوية الفاعل أو الفاعلين ومعرفة كيفية وقوعها ، لذلك فالشرطة العلمية تستعين بالطب ، الفيزياء ،البيولوجيا وغيرها من العلوم لتحديد إدانة أو ب ا رءة المشكوك فيه"
لأنه شامل ويحتوي على كافة عناصر الشرطة العلمية.
الفرع الثاني : أهمية الشرطة العلمية والتقنية
إن جهاز الشرطة العلمية والتقنية له أهمية كبيرة ولما يقدمه من خدمة جليلة للعدالة
والمجتمع وتتمثل أهميته في :
أولا : الشرطة العلمية
-1 التعرف على هوية الجثث المجهولة على طريق مختلف الآثار المتواجدة في مسرح
الجريمة ومقارنتها يبعضها البعض .
-2 تساهم في تقديم وتزويد العناصر الدالة للمحققين ، وتزويد العدالة بالأدلة القاطعة
التي تبني عليها حكمها ، إما بالإدانة أو بالبراءة.
-3 تساهم في إعادة سيناريو الجريمة ، أي إعادة تمثيلها وتمكن التأكد من الشهادات و
التصريحات.
ثانيا :الشرطة التقنية
-1 تصنيف دائرة البحث عن الجناة طبقا لنتائج المعاينات
-2 مساعدة أو توجيه المحقق في تحديد هوية مرتكبي الج ا رئم التي بقيت عالقة
-3 التأكد من تصريحات الضحية ، المشتبه فيهم ، بمقارنتها بنتائج المعاينات لمسرح
الجريمة
-4 إيجاد العلاقة بين المشتبه فيه والضحية ومكان الجريمة وطبيعة الاثار المادية التي
تركها أو انتقلت إليه من مسرح الجريمة.
-5 تقوية الق ا رئن الموجودة حول هوية المشكوك فيهم وتدعيمها بأدلة جديدة ناتجة عن
فحص الآثار .
إرسال تعليق