السنة الأولى متوسط - مادة التربية الاسلامية
الميـــــدان :النّصوص الشّرعيّة
المجـــــال :الحديث النّبويّ الشّريف.
المحتوى المعرفيّ: الوقت هو الحياة
السّند :
عَن ِابْن ِعَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ، لِرَجُلٍ وَهُو َيَعِظُهُ : " اغْتَنِم ْخَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ :حَيَاتَك َقَبْلَ مَوْتِك, وَصِحَّتَكَ قَبْل َسَقَمِكَ, وَفَرَاغَك َقَبْلَ شُغْلِكَ, وَشَبَابَك َقَبْلَ هَرَمِكَ, وَغِنَاك َقَبْلَ فَقْرِكَ,"
"رواه أحمد والحاكم والبيهقيّ "
التّعريف براوي الحديث :
عبد الله بن عبّاس صحابيّ جليل ، ابن عمّ الرّسول، ولد قبل الهجرة بـ 3 سنين، كان عمره 13 سنة عندما توفّي النّبيّ، من علماء الصّحابة وفقهائهم، يلقّب "ترجمان القرآن" ، دعا الله النّبيّ حينما كان طفلا بقوله: "اللهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التّأويل"، مات بالطّائف ودفن بها 58هـ
شرح المفردات :
يعظه:يرشده وينصحه .
اغتنم: انتهز، استغلّ .
سقمك:مرضك .
هرمك:شيخوختك .
التحليل والمناقشة :
المعنى الإجمالي للحديث :يردنا نبيّنا الكريم إلى اغتنام:
1ـ حياتنا قبل موتنا: فالحياة دار امتحان وعمل، تطيب بالعمل الصّالح، وعند حلول الموت يتمنّى الإنسان العودة إلى الدّنيا ليستكثر من الخير وصالح الأعمال.
2ـ صحّتنا قبل سقمنا: فالصّحّة الجيّدة سبب في القيام بالأعمال على أكمل وجه، فإذا فقد هذه النّعمة عجز عن أداء الطّاعات المختلفة.
3ـ فراغنا قبل شغلنا: فالوقت إذا فات لا يعود وسنحاسب ونسأل على تضييعه، فالواجب اغتنامه فيما ينفعنا في الآخرة، ولا نضيّعه في أشياء عديمة الفائدة.
4ـ شبابنا قبل هرمنا: فلا نصرف قوّة الشّباب في اللّهو واللّعب، بل علينا استغلالها في واجباتنا الدّينيّة و الدّنيويّة، قبل أن نصير شيوخا فنعجز عن العبادات والطّاعات.
5ـ غنانا قبل فقرنا: فإذا أكرم الله عبده بالمال فلا ينسى حقّ الله فيه، بأن يخرج الزّكاة ويعين المحتاج قبل زوال النّعمة وفوات الأجر.
ما يرشدني إليه الحديث :
ـ العبادة و العمل الصّالح على اكمل وجه يتطلّب قدرة بدنيّة وماليّة.
ـ إذا صار الإنسان شيخا هرما أو مريضا أو مات فلا يمكنه تدارك ما فات.
ـ للوقت مكانة وأهمّيّة لأنّه هو الحياة فإذا ذهب ذهبت معه.
ـ ينبغي أن نؤدّي الواجبات الدّينيّة و الدّنيويّة في أوقاتها دون تسويف.
ـ عليّ أن أشكر الله على نعمة الصّحّة حتّى لا أكون من المغبونين.
ـ العمر الحقيقيّ ما أغتنمه في حياتي وصحّتي وفراغي وشبابي وغناي.
قال عليه الصّلاة والسّلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس الصّحّة و الفراغ"
كيف يكون مغبونا وهو يتمتّع بالصّحّة والفراغ؟
الغبن مأخوذ من الغبن وهو الخسارة ، فأغلى رأس مال المرء هو عمره
لأنّه تكون له الصّحّة والفراغ فلا يستغلّهما في الإكثار من الخيرات فإذا حضر أجله أومرض يندم على عدم اغتنامهما، لأنه لا يقدر على العمل الصّالح بعد فواتهما.
مرّ أحد العلماء بمقهى فرأى فيه اناسا يلعبون بالنّرد فتنهّد، وقال: " يا سبحان الله لو أنّ الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريته منهم"
هل توافقه؟ بم تعلّل؟
اذكر عوامل إضاعة الوقت؟
عدم إدراك أهمّيّته ، الصّحبة السّيّئة، الميل إلى الكسل و الرّاحة، ضعف همّة الإنسان وسطحيّة تفكيره ، ضعف الإيمان وطول الأمل ....
إرسال تعليق