المادة: تربية الإسلامية (الفصل الاول) - المستوى: السنة الرابعة متوسط
المحتوى المعرفي: مواقف وعبر من حياة أولي العزم من الرسل ( موقف إبراهيم عليه السلام مع أبيه )
قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 41-47].
1- موقف سيدنا إبراهيم مع أبيه :
بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على إبراهيم بالنبوة.. بدأ عليه السلام كغيره من الأنبياء بدعوة من حوله إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام؛ تلك الأوثان التي لا تنفع ولا تضر.
2- بداية الدعوة :
وقد بدأ عليه السلام بدعوة أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر وقد صرح القرآن الكريم باسم أبي إبراهيم في قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)الأنعام: 74 ، دعا إبراهيم عليه السلام أباه آزر وذلك لقربه منه ولخوفه عليه من الشرك ومن عبادة الأوثان وإشفاقه عليه ورحمته به، فتودد إليه ودعاه بأسلوبٍ جميل ، وبيَّن له فساد ما يعتقد.. قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ... شَيْئًا) مريم: 41 / 42 .
3- أسلوبه في الدعوة مع أبيه :
ونلاحظ هنا أن إبراهيم استعمل كلمة جميلة رقيقة في مخاطبة والده وهي كلمة )يا أبتِ( وكرر استخدامها عدة مرات في خطابه لوالده، وهي كلمة مرققة تدل على التودد واستمالة العاطفة الأبوية، ويُلاحظ أنه عليه السلام كان غاية في الأدب في حواره مع والده.
4- استنكار إبراهيم لعبادة الأصنام :
فسأله باستنكار و خاطبه بلغة العقل والمنطق في هذه الجملة إذ كيف لإنسان عاقل فُضِّلَ على سائر الكائنات بالعقل أن يعبد حجارة لا تتكلم ولا تسمع ولا ترى ولا تملك شيئًا، بل هي من صنع من يعبدها.
5- جهر إبراهيم عليه السلام بالنبوة والرسالة أمام أبيه :
انتقل إبراهيم ليبين شيئا آخر في دعوته وأنه مرسل من الله عز وجل يدع الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور قائلًا: ((يَا أَبَتِ... سَوِيًّا)) مريم: 43، وأخبره أن الشيطان عدو لله وعدو للإنسان إذ يدعوه إلى الشرك والكفر بالله تعالى: (يَا أَبَتِ ...عَصِيًّا) مريم: 44 .
6- الحاح إبراهيم عليه السلام في دعوته مع أبيه :
ظل إبراهيم عليه السلام يدعو والده إلى الإيمان بالتي هي أحسن ويتخير ألفاظه ويقول له إنه يشفق عليه من الكفر الذي يجعله مستحقًا لعذاب الله وعقابه وألا يتبع خطوات الشيطان الذى عصى الله تعالى من قبل فأبعده الله وغضب عليه وطرده من رحمته؛ فإنك إن اتبعته أصبحت مثله: (يَا أَبَتِ ... وَلِيًّا) مريم: 45 .
7- إصرار آزر على الكفر :
إلا أن والده أبى إلا أن يكون من الكافرين واستكبر أن يؤمن لله تعالى وأغلظ لولده القول وعنَّفه وتوعده بالعقاب إن لم ينتهِ عما يؤمن به بل وأمره أن يهجره طول العمر وأنه لا يريد أن يراه مرة أخرى، قال تعالى: (قَالَ أَرَاغِبٌ ... مَلِيًّا) مريم: 46 .
8- استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه :
ومع هذا القول الغليظ وهذا التهديد والوعيد رد إبراهيم عليه السلام بقولِ لين وقال له: سلامٌ عليك.. أي إنني لن أؤذيك بكلامي ولا بفعلي بل سأستغفر الله لك وأدعوه أن يهديك ويمن عليك بالإسلام وترك هذا الشرك، قال تعالى: (قَالَ سَلَامٌ ... شَقِيًّا) مريم: 47 ، 48 . وظل إبراهيم عليه السلام يدعو لوالده
ويستغفر له أملًا أن يتوب عن الشرك فلما مات أبوه على الشرك
- إدراك السبب وراء دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه .
- استخراج القيم من ذلك.
- التفاعل مع هذا الحدث.
كفَّ إبراهيم عليه السلام عن الاستغفار له لأنه علم أنه مات مشركًا وأن الله لا يغفر الشرك أبدًا؛ والشرك أعظم الذنوب يستوجب دخول النار خالدًا مخلدًا فيها، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْ فَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَِّّ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)التوبة: 114
9- العبر من هذه المواقف :
- يكون للمرء حسن ثناء بين الناس ؛ لما يقدم من جميل وما يورث من أثر.
- الدعوة إلى الله تبدأ بأقرب الناس.
- وجوب التأدّب مع الوالدين ،حتّى ولو كانh كافرين.
- بيان الفرق بين ما يخرج من فم المؤمن الموحد من طيب القول وسلامة اللفظ ولين الجانب والكلام ، وبين ما يخرج من فم
الكافر المشرك من سوء القول وقبح اللفظ وقسوة الجانب وفظاظة الكلام.
- الصراع بين الحق والباطل قديم وممتد .
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام صاحب حجّة وإقناع وقوة صبر.
- مشروعية المتاركة والموادعة وهو أن يقال للسيئ من الناس سلام عليك وهو لا يريد بذلك تحيته ولكن تركه وما هو فيه.
- مشروعية الهجرة وبيان فضلها ، وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الأرض.
المحتوى المعرفي: مواقف وعبر من حياة أولي العزم من الرسل ( موقف إبراهيم عليه السلام مع أبيه )
قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 41-47].
1- موقف سيدنا إبراهيم مع أبيه :
بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على إبراهيم بالنبوة.. بدأ عليه السلام كغيره من الأنبياء بدعوة من حوله إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام؛ تلك الأوثان التي لا تنفع ولا تضر.
2- بداية الدعوة :
وقد بدأ عليه السلام بدعوة أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر وقد صرح القرآن الكريم باسم أبي إبراهيم في قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)الأنعام: 74 ، دعا إبراهيم عليه السلام أباه آزر وذلك لقربه منه ولخوفه عليه من الشرك ومن عبادة الأوثان وإشفاقه عليه ورحمته به، فتودد إليه ودعاه بأسلوبٍ جميل ، وبيَّن له فساد ما يعتقد.. قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ... شَيْئًا) مريم: 41 / 42 .
3- أسلوبه في الدعوة مع أبيه :
ونلاحظ هنا أن إبراهيم استعمل كلمة جميلة رقيقة في مخاطبة والده وهي كلمة )يا أبتِ( وكرر استخدامها عدة مرات في خطابه لوالده، وهي كلمة مرققة تدل على التودد واستمالة العاطفة الأبوية، ويُلاحظ أنه عليه السلام كان غاية في الأدب في حواره مع والده.
4- استنكار إبراهيم لعبادة الأصنام :
فسأله باستنكار و خاطبه بلغة العقل والمنطق في هذه الجملة إذ كيف لإنسان عاقل فُضِّلَ على سائر الكائنات بالعقل أن يعبد حجارة لا تتكلم ولا تسمع ولا ترى ولا تملك شيئًا، بل هي من صنع من يعبدها.
5- جهر إبراهيم عليه السلام بالنبوة والرسالة أمام أبيه :
انتقل إبراهيم ليبين شيئا آخر في دعوته وأنه مرسل من الله عز وجل يدع الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور قائلًا: ((يَا أَبَتِ... سَوِيًّا)) مريم: 43، وأخبره أن الشيطان عدو لله وعدو للإنسان إذ يدعوه إلى الشرك والكفر بالله تعالى: (يَا أَبَتِ ...عَصِيًّا) مريم: 44 .
6- الحاح إبراهيم عليه السلام في دعوته مع أبيه :
ظل إبراهيم عليه السلام يدعو والده إلى الإيمان بالتي هي أحسن ويتخير ألفاظه ويقول له إنه يشفق عليه من الكفر الذي يجعله مستحقًا لعذاب الله وعقابه وألا يتبع خطوات الشيطان الذى عصى الله تعالى من قبل فأبعده الله وغضب عليه وطرده من رحمته؛ فإنك إن اتبعته أصبحت مثله: (يَا أَبَتِ ... وَلِيًّا) مريم: 45 .
7- إصرار آزر على الكفر :
إلا أن والده أبى إلا أن يكون من الكافرين واستكبر أن يؤمن لله تعالى وأغلظ لولده القول وعنَّفه وتوعده بالعقاب إن لم ينتهِ عما يؤمن به بل وأمره أن يهجره طول العمر وأنه لا يريد أن يراه مرة أخرى، قال تعالى: (قَالَ أَرَاغِبٌ ... مَلِيًّا) مريم: 46 .
8- استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه :
ومع هذا القول الغليظ وهذا التهديد والوعيد رد إبراهيم عليه السلام بقولِ لين وقال له: سلامٌ عليك.. أي إنني لن أؤذيك بكلامي ولا بفعلي بل سأستغفر الله لك وأدعوه أن يهديك ويمن عليك بالإسلام وترك هذا الشرك، قال تعالى: (قَالَ سَلَامٌ ... شَقِيًّا) مريم: 47 ، 48 . وظل إبراهيم عليه السلام يدعو لوالده
ويستغفر له أملًا أن يتوب عن الشرك فلما مات أبوه على الشرك
- إدراك السبب وراء دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه .
- استخراج القيم من ذلك.
- التفاعل مع هذا الحدث.
كفَّ إبراهيم عليه السلام عن الاستغفار له لأنه علم أنه مات مشركًا وأن الله لا يغفر الشرك أبدًا؛ والشرك أعظم الذنوب يستوجب دخول النار خالدًا مخلدًا فيها، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْ فَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَِّّ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)التوبة: 114
9- العبر من هذه المواقف :
- يكون للمرء حسن ثناء بين الناس ؛ لما يقدم من جميل وما يورث من أثر.
- الدعوة إلى الله تبدأ بأقرب الناس.
- وجوب التأدّب مع الوالدين ،حتّى ولو كانh كافرين.
- بيان الفرق بين ما يخرج من فم المؤمن الموحد من طيب القول وسلامة اللفظ ولين الجانب والكلام ، وبين ما يخرج من فم
الكافر المشرك من سوء القول وقبح اللفظ وقسوة الجانب وفظاظة الكلام.
- الصراع بين الحق والباطل قديم وممتد .
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام صاحب حجّة وإقناع وقوة صبر.
- مشروعية المتاركة والموادعة وهو أن يقال للسيئ من الناس سلام عليك وهو لا يريد بذلك تحيته ولكن تركه وما هو فيه.
- مشروعية الهجرة وبيان فضلها ، وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الأرض.
إرسال تعليق