من هـديه صلى الله عليه وسلم في رمضان
إذا كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يبذل قصارى جهده في الطاعة ، يُكثر منها حتى تنتفخ قدماه ، فإذا سئل قال:"أفلا أكون عبدا شكورا "(رواه البخاري) ، إذا كان هذا في سائر العام ،فإن في رمضان يصل إلى الذروة القصوى من التعبد ؛ لذا فحري بنا أن نقوم بإطلالة سريعة على بعض أحواله صلى الله عليه وسلم في رمضان.
أولاً:تعليمه المسلمين آداب الصيام:كان رسول الله حريصاً أن يكون وعظه مناسبًا للحال ،فمن ذلك تأكيده في عدة أحاديث على حقيقة الصيام المتمثل في الارتباط الوثيق بين الصيام وحسن الخلق والاستقامة في كل الأمور.
فمنها قوله:(إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ [يقول، أو يعمل أي شيء قبيح، أو يثير الشهوة] وَلاَ يَصْخَبْ [يرفع صوته]، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَـلـَهُ ،فَلْيَقُل : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) (رواه البخاري) قوله : (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَر) (صححه الألباني)
وقوله : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (رواه البخاري)
ثانيًا: صيامه: كان صلى الله عليه وسلم يصوم رمضان ويقول : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(أخرجه الشيخان) . وكان يؤخر السَحور كما في حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه ؛ قَالَ:(تَسَحَّرْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ.قلت:كَمْ كَانَ قَدْرُ ما بينهما ؟.قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً)(رواه مسلم)
وكان يعجّـل الإفطـار- وهذا على سبيل التيسير- كما في الحديث عن عَائِشَةَ رضي الله عنها:(كَانَ صلى الله عليه وسلم يُعَجِّـلُ الْإِفْطَارَ،وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ)(سنده صحيح) ،وكان يبدأ بالفطر قبل الصلاة ، ويفطر على اليسير من الرطب ،أو التمر، أو الماء؛كما في حديث أَنَس بْن مَالِكٍ ؛ قال:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ،فَإِنْ لَمْ يكُنْ فَعَلَى تَمَـرَاتٍ ،فَإِنْ لَمْ يكُنْ حَسَا حَسَـوَاتٍ مِنْ مَاءٍ)(سنده صحيح)
ثالثًا: قيامه للياليه (التراويح) :جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها:(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قام بأصحابه في رمضان،ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها"،وكان يصلي إحدى عشرة ركعة (والحديث صحيح).
وقال صلى الله عليه وسلم:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه " (رواه مسلم )
رابعًا: مراجعته القرآن :كان صلى الله عليه وسلم يراجع القرآن كاملاً مع جبريل كل عام،حتى إذا كان العام الأخير راجعه مرتين ، كما جاء عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها:"أَسَـرَّ إِلَيَّ (النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم): "إنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُـنِي القُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مرة ، وَإِنَّهُ عَارَضَـنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي "(رواه البخاري)
خامسًا: كثير الكرم :كان صلى الله عليه وسلم أكرمَ الناس ، وأجودَهم ؛ كما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَأَجْوَد مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ) (رواه البخاري).
سادسًا: اعتكافه العشر الأواخر : في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، قَالَتْ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ،أَحْيَا اللَّيْلَ،وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ[كناية عن ترك الجماع]) (رواه مسلم ) فكان صلى الله عليه وسلم يعتكف آخر عشر ليالٍ من رمضان ؛ تحريًا لليلة القدر،وتفرغًا للعبادة ؛كما في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:(أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ) (رواه البخاري). و قال صلى الله عليه وسلم:(مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (رواه البخاري).
وكان يكثر من الذكر والدعاء ويحضّ عليهما وخاصة هذا الدعاء:(اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوّ تُحِبُّ الْعَفْوَ ، فَاعْفُ عَنِّي) (صححه الألباني).
سابعًا: جهاده:على غير المشهور عن الناس في رمضان من الكسل تذرعًا بالصيام ؛ كان صلى الله عليه وسلم يعتبر رمضان شهر الجهاد في سبيل الله ضد الكفار ؛ لذا كان أول لقائه في جهاد المشركين ببدر يوم جمعة من رمضان وفتح مكة ، وقد أرسل عددًا من السرايا في رمضان ، ولكن رسول الله كان يأمر بالفطر للتقويّ على مواجهة العدو؛ كما في قوله : (إِنَّكُمْ مصبّحو عدوِّكم، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فأفطروا) (رواه مسلم).
نسأل الله أن يجعلنا ممن يقـتـفون أثره - صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة .
جمعه ونسّقه الأستاذ :عثمان صفيـر
إذا كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يبذل قصارى جهده في الطاعة ، يُكثر منها حتى تنتفخ قدماه ، فإذا سئل قال:"أفلا أكون عبدا شكورا "(رواه البخاري) ، إذا كان هذا في سائر العام ،فإن في رمضان يصل إلى الذروة القصوى من التعبد ؛ لذا فحري بنا أن نقوم بإطلالة سريعة على بعض أحواله صلى الله عليه وسلم في رمضان.
أولاً:تعليمه المسلمين آداب الصيام:كان رسول الله حريصاً أن يكون وعظه مناسبًا للحال ،فمن ذلك تأكيده في عدة أحاديث على حقيقة الصيام المتمثل في الارتباط الوثيق بين الصيام وحسن الخلق والاستقامة في كل الأمور.
فمنها قوله:(إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ [يقول، أو يعمل أي شيء قبيح، أو يثير الشهوة] وَلاَ يَصْخَبْ [يرفع صوته]، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَـلـَهُ ،فَلْيَقُل : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) (رواه البخاري) قوله : (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَر) (صححه الألباني)
وقوله : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (رواه البخاري)
ثانيًا: صيامه: كان صلى الله عليه وسلم يصوم رمضان ويقول : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(أخرجه الشيخان) . وكان يؤخر السَحور كما في حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه ؛ قَالَ:(تَسَحَّرْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ.قلت:كَمْ كَانَ قَدْرُ ما بينهما ؟.قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً)(رواه مسلم)
وكان يعجّـل الإفطـار- وهذا على سبيل التيسير- كما في الحديث عن عَائِشَةَ رضي الله عنها:(كَانَ صلى الله عليه وسلم يُعَجِّـلُ الْإِفْطَارَ،وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ)(سنده صحيح) ،وكان يبدأ بالفطر قبل الصلاة ، ويفطر على اليسير من الرطب ،أو التمر، أو الماء؛كما في حديث أَنَس بْن مَالِكٍ ؛ قال:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ،فَإِنْ لَمْ يكُنْ فَعَلَى تَمَـرَاتٍ ،فَإِنْ لَمْ يكُنْ حَسَا حَسَـوَاتٍ مِنْ مَاءٍ)(سنده صحيح)
ثالثًا: قيامه للياليه (التراويح) :جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها:(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قام بأصحابه في رمضان،ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها"،وكان يصلي إحدى عشرة ركعة (والحديث صحيح).
وقال صلى الله عليه وسلم:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه " (رواه مسلم )
رابعًا: مراجعته القرآن :كان صلى الله عليه وسلم يراجع القرآن كاملاً مع جبريل كل عام،حتى إذا كان العام الأخير راجعه مرتين ، كما جاء عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها:"أَسَـرَّ إِلَيَّ (النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم): "إنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُـنِي القُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مرة ، وَإِنَّهُ عَارَضَـنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي "(رواه البخاري)
خامسًا: كثير الكرم :كان صلى الله عليه وسلم أكرمَ الناس ، وأجودَهم ؛ كما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَأَجْوَد مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ) (رواه البخاري).
سادسًا: اعتكافه العشر الأواخر : في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، قَالَتْ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ،أَحْيَا اللَّيْلَ،وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ[كناية عن ترك الجماع]) (رواه مسلم ) فكان صلى الله عليه وسلم يعتكف آخر عشر ليالٍ من رمضان ؛ تحريًا لليلة القدر،وتفرغًا للعبادة ؛كما في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:(أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ) (رواه البخاري). و قال صلى الله عليه وسلم:(مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (رواه البخاري).
وكان يكثر من الذكر والدعاء ويحضّ عليهما وخاصة هذا الدعاء:(اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوّ تُحِبُّ الْعَفْوَ ، فَاعْفُ عَنِّي) (صححه الألباني).
سابعًا: جهاده:على غير المشهور عن الناس في رمضان من الكسل تذرعًا بالصيام ؛ كان صلى الله عليه وسلم يعتبر رمضان شهر الجهاد في سبيل الله ضد الكفار ؛ لذا كان أول لقائه في جهاد المشركين ببدر يوم جمعة من رمضان وفتح مكة ، وقد أرسل عددًا من السرايا في رمضان ، ولكن رسول الله كان يأمر بالفطر للتقويّ على مواجهة العدو؛ كما في قوله : (إِنَّكُمْ مصبّحو عدوِّكم، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فأفطروا) (رواه مسلم).
نسأل الله أن يجعلنا ممن يقـتـفون أثره - صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة .
جمعه ونسّقه الأستاذ :عثمان صفيـر
إرسال تعليق