* مقالة حول المقارنة بين لغة الإنسان ولغة الحيوان لجميع الشعب
من اعداد الاستاذ القدير صوالحي جعلها الله في ميزان حسناته.
من اعداد الاستاذ القدير صوالحي جعلها الله في ميزان حسناته.
* أوجه الإختلاف :
1/ ميرلوبونتي :
إنطلاقا من ملاحظته لسلوك الحيوان تبين له أن الحيوانات تتواصل فيما بينها بواسطة الإشارات ، وتساءل عما إذا كان هناك فرق بين الكلام وبين قدرة الحيوانات عن التعبير على غرائزها ( الأكل ، الألم ، التحذير ...الخ ) ، وللإجابة على السؤال إنطلق من مسلمة مفادها أن اللغة معطى طبيعي ، وما دامت كذلك لزم أن تكون لدى جميع الكائنات الحية ، ومن ثمة لا يمكن إعتبارها خاصية إنسانية ، وخلص إلى إعتبار أن للحيوانات لغة خاصة بها .
1/ ميرلوبونتي :
إنطلاقا من ملاحظته لسلوك الحيوان تبين له أن الحيوانات تتواصل فيما بينها بواسطة الإشارات ، وتساءل عما إذا كان هناك فرق بين الكلام وبين قدرة الحيوانات عن التعبير على غرائزها ( الأكل ، الألم ، التحذير ...الخ ) ، وللإجابة على السؤال إنطلق من مسلمة مفادها أن اللغة معطى طبيعي ، وما دامت كذلك لزم أن تكون لدى جميع الكائنات الحية ، ومن ثمة لا يمكن إعتبارها خاصية إنسانية ، وخلص إلى إعتبار أن للحيوانات لغة خاصة بها .
2/ ديكارت :
تساءل عما إذا كان التواصل بين الحيوانات مؤشرا على أنها تتكلم ، وهذا ما دفعه إلى التفكير في خصائص اللغة الإنسانية مقارنة بلغة الحيوان ، وتوصل إلى :
- الكلام الحقيقي في نظره هو الكلام الذي يحمل أفكارا .
- حجته في ذلك أن الصم يفتقرون للقدرة على إستعمال الأصوات من أجل التواصل ، ونظرا لكونهم أناساً عقلاء إبتكروا نظاما من الرموز للتعبير عن أفكارهم
- تساءل حول إمكانية الحيوان في حاجته للقدرات العقلية للتعبير عن أفعاله وسلوكاته أم أن الإنفعال الغرباوي كاف له ، وكان جوابه أن الحيوان لا يحتاج في ذلك لأكثر من الأفعال ، حيث أن هدفه في الحياة هو تلبية الحاجيات البيولوجية ، ولذلك لا يتجاوز سلوكه حدود منبهاته الخارجية .
- إن ما يميز الإنسان عند ديكارت هو العقل ، وهو الشرط الضروري لوجود اللغة ، فإذا كان الإنسان يتكلم فلأنه يفكر ، يقول ديكارت : { إن أكمل الحيوانات وأقدرها على على إصدار أصوات كالببغاء لا تنطق نطقا يشهد أنها تعي ما تقول ، ويظل أداؤها اللغوي دون مستوى من الأطفال } ، ويقول أيضا : { مهما بلغت غباوة الإنسان فإنه يستطيع أن يولد كلمات يعبر بها عن موقف ، في حين مهما بلغ الحيوان درجة من العلو في سلم التطور فإنه لا يستطيع ذلك } .
- لقد أوضحت الدراسات العلمية الحديثة أن الفرق الأساسي بين لغة الإنسان ولغة الحيوان يكمن في أن لغة الإنسان تشمل العلامة - الرمز بينما لغة الحيوان تستعمل الإشارة .
3/ هنري برغسون :
- يرى أن الفرق الجوهري بين العلامة أو الرمز الموجود في لغة الإنسان وبين الإشارة الموجودة في لغة الحيوان هو أن العلامة المتحركة تنتقل من موضوع إلى آخر بينما الإشارة ملتصقة بموضوع محدد ولا تفارقه أبدا ، حيث أن الإشارة عقيمة جامدة أما اللغة الإنسانية فهي خصبة وغنية ، يقول : { إذا كان للنمل على سبيل المثال لا على سبيل الحصر لغة ، فإن عدد العلامات التي تندرج في تكوينها لابد أن يكون محدودا جدا ... إن قابلية العلامة للإنتقال من موضوع إلى موضوع آخر هي الخاصية الأساسية التي تميز اللغة الإنسانية } .
4/ اميل بنفيست :
- درس سلوك النحل فوجد أن لغته عبارة عن مجموعة من الإشارات ولا ترقى بأن تسمى لغة ، لأن من أهم مميزاتها أن تتصف بالجنود والعقم ، يقول : { نمط التواصل الذي يستخدمه النحل فهو ليس لغة وإنما شفرة إشارات وعن ذلك تترتب كل الخصائص : ثبات المحتوى ، عدم قابلية الرسالة للتغير ، الإحالة إلى سياق واحد ، عدم قابلية الملفوظ للتفكيك } .
- إستنتج أن النحلة تستطيع التواصل فقط في إطار شروط فيزيائية معينة ، إلا أن هذا التواصل هو عبارة عن رقصات ، فلا يمكن لها أن تعيد إنتاج رسالة نحلة أخرى ، وبالتالي لغة الحيوان نمطية وغريزية ، كما أنها غير قابلة للتحليل والتفحيط إلى عناصر بسيطة لمحدودية مكوناتها ، ولكن لغة الإنسان تجاوزت كل ذلك ، فالتواصل الإنساني مكتسب قائم عن التفكير ، كما أنه متعدد وديناميكي متطور ، أما التواصل الحيواني غير إرادي بل هو غريزي وموضوعه واحد ينحصر في الرغبات البيولوجية ، كما أنه كذلك غير متطور وغير ديناميكي .
5/ آرنيست كاسير :
- الإنسان عنده حيوان رامز خالق للرموز وليس مجرد حيوان ناطق ، وأصبحت صفته هذه هي الدليل الوحيد على إنسانيته ، فالإنسان لا يعيش في عالم واقعي وإنما في عالم رمزي ، حيث يقول : { إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم تصنع لتشير إلى أشياء مادية بل على كيانات مستقلة } .
* أوجه التشابه :
- كل من الإنسان والحيوان يملكان أجهزة للتواصل والكلام من أجل الوصول إلى التواصل ( الإشارات والأصوات ) .
- إن اللغة الحيوانية متنوعة بتنوع السلالات والأنواع والأجناس كما هو الشأن لدى اللغة الإنسانية التي تتصف بالتعدد اللغوي .
- اللغة خاصية مشتركة غايتها التكيف والتأمل سواء عند الإنسان أو الحيوان .
- اللغة من خصائصها التبليغ ( هبة ربانية ) سواء عند الإنسان أو الحيوان .
- اللغة أداة لحفظ البقاء سواء عند الإنسان أو الحيوان ، أي أنها خاصية للبناء النوعي .
* أوجه التداخل ( العلاقة بينهما ) :
- يمكن أن نجد مواطن التداخل في أن لغة الإنسان ولغة الحيوان في أنهما فطريتان ، ومع مرور الوقت وتطور العمر والنضج يبدأ ظهور الإختلاف بين لغة الإنسان ولغة الحيوان ، يقول هالدان : { إن الطفل عندما يقول لأمه : إنني جائع أو أريد النوم ، فإنه لا يزال حيوانا ، لكنه عندما يقول : هذا ما فعلته في هذا الصباح فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا }.
إرسال تعليق