المستوى : أولى ادبي
الوحدة : عقوق الوالدين. عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النبِيّ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلمَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّه ، مَا الكَبَائِرُ؟ قَال: الإشراك باللّه قَالَ : ثمّ مَاذَا ؟ قَالَ : عقوق الوالدين ، قال ثمّ ماذا ؟ قال اليَمِينُ الغَمُوسُ . قُلْتُ : وَ مَا اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قال : الذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا كَاذِب. رواه البخاري
أولا: التعريف بالصحابي راوي الحديث
هو عبد الله بن عمرو بن العاص ولد بمكة و نشأ و ترعرع فيها أسلم قبل أبيه ، و اشتهر بالعلم
و العبادة ، فقد كان كثير الصيام و القيام ، زاهدا في الدنيا و مقبلا على الآخرة ، حفظ القرآن و اعتنى بالحديث الشريف حتى أباح له النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ كتابة الحديث ، روى له 700 حديث، حمل عن النبي علما جمّا فكانت له مناقب و فضائل ومقام راسخ في العلم والعمل ، أفنى حياته بين جمع العلم ونشره ، و الجهاد والتعبد في المسجد حتى توفي سنة 65 ه.
ثانيا: معاني الكلمات
اليمين الغموس : أن يحلف على خلاف ما يعلم متعمدا الكذب في ذلك.و سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم و النار.
يقتطع مال امرئ : يأخذ بسببها قطعة من ماله بغير حق .
ثالثا: الإيضاح و التحليل
1 ـ تعريف الكبائر: كل ما كبر و عظم من الذنوب واقترن بوعيد شديد أو بعذاب أو لعنة أو دخول نار جهنم.
2ـ مفهوم عقوق الوالدين: هو كل ما يوجب الأذى للأبوين قولاً كان أو فعلاً، و عدم الإحسان إليهما و إغضابهما و هو ضد البر.
3ـ مخاطر عقوق الوالدين:
أـ لا يقبل الله من العاق لوالديه فرضا و لا نفلا،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ثلاثة لا يقبل الله لهم صرفا و لا عدلا : عاق، و منان، و مكذب بالقدر).رواه الطبراني
ب ـ لا يدخل الجنة من يسيء معاملة والديه ، أو أحدهما قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة عاق. رواه النسائي
ج ـ استحقاق العاق لغضب الله تعالى : قال الرسول صلى الله عليه و سلم : رضى الرب في رضى الوالد و سخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي
4ـ مظاهر عقوق الوالدين:
ـ ادخال الحزن إلى قلبيهما ،أو إبكائهما، بقول أو فعل.
ـ زجرهما و رفع الصوت عليهما، و الإغلاظ بالقول، و نهرهما عن فعل ما.
ـ سبهما، ولعنهما، و التأفف منهما.
ـ التخلي عنهما وعدم خدمتهما حال كبرهما أو مرضهما.
5ـ فضل بر الوالدين:
أـ بر الوالدين من أسباب دخول جنات النعيم : قال صلى الله عليه و سلم:(رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).رواه مسلم
ب ـ بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تبارك و تعالى : فقد رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي).رواه البخاري
ج ـ بر الوالدين سببٌ في بركة العمر و الرزق : قال صلى الله عليه وسلم: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، و لا يزيدُ في العمُرِ إلَّا البرُّ). رواه الترمذي
ج ـ بر الوالدين سببٌ لمغفرة الذنوب و رضا الله -تعالى- على العبد، و سببٌ لاستجابة الدعاء : فقد قال سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)، ثم قال في الآية التي تليها: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَ نَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) الأحقاف/15-16
د ـ استجابة دعاء الوالدين لأبنائهم بالخير، قال صلى الله عليه و سلم : ثلاثُ دَعواتٌ يُستجابُ لَهُنَّ لا شكَّ فِيهِنَّ: دعوةُ المظلومِ، و دعوةُ المسافِرِ، و دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ).راه ابن ماجه.
ج ـ بر الوالدين سببٌ لمغفرة الذنوب و رضا الله -تعالى- على العبد، و سببٌ لاستجابة الدعاء : فقد قال سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)، ثم قال في الآية التي تليها: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَ نَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) الأحقاف/15-16
د ـ استجابة دعاء الوالدين لأبنائهم بالخير، قال صلى الله عليه و سلم : ثلاثُ دَعواتٌ يُستجابُ لَهُنَّ لا شكَّ فِيهِنَّ: دعوةُ المظلومِ، و دعوةُ المسافِرِ، و دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ).راه ابن ماجه.
6- مظاهر بر الوالدين:
ـ محبتهما و طاعتهما و حسن صحبتهما.
ـ توقيرهما بتعظيم قدرهما و الرأفة و الرحمة بهما.
ـ ملاطفتهما و استئذانهما عند الدخول عليهما أو الخروج.
ـ خدمتهما وخاصة عند عجزهما و الانفاق عليهما عند افتقارهما.
ـ صلة رحمهما و الدعاء لهما و تنفيذ و صيتهما و إكرام صديقهما.
رابعا: ما يرشد إليه الحديث
أ ـ اجتناب الكبائر كالشرك بالله و عقوق الوالدين و يمين الغموس.
ب ـ توحيد الله وعد الاشراك به.
ج ـ الالتزام ببر الوالدين و الاحسان إليهما و عدم عقوقهما.
د ـ عدم الحلف كذبا لأخذ حقوق الناس بغير حق.
إرسال تعليق