-->
5024683318280263

درس من العبادات : الصيام في مادة العلوم الاسلامية سنة أولى ثانوي جميع الشعب

الخط
المستوى : أولى ادبي + علمي
مادة : العلوم الاسلامية
الوحدة : من العبادات : الصيام.
 
1- تعريف الّصيام :
- لغة: الإمساك مطلقا، فيدخل فيه: الإمساك عن الكلام؛ كما قال الله -تعالى- واصفاً حال مريم -عليها السلام-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا) أي أنّها امتنعت عن الكلام و الحديث، و توقّفت عنهما.
- اصطلاحا: التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
 
2- حكم الصيام :
الصيام ركن من أركان الإسلام و واجب على كل مسلم و مسلمة و شرع بالكتاب و السنة
الكتاب: قال تعالى (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة 183.
السنة : قال صلى الله عليه و سلم " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا اله إلا الله و أقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت من استطاع إليه سبيلا "
يحرُم على المسلم الفِطْر في رمضان عمداً دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيح الإفطارومن الجدير بالذكر أنّ الإفطار دون عذرٍ يُعدّ كبيرةً من كبائر الذنوب، ويترتّب على فاعله التوبة النّصوح، وقضاء ما أُفطِر من أيّامٍ دون عذرٍ شرعيٍّ، كما ذهب إلى ذلك عموم أهل العلم و كقارته بالترتيب هي عتق رقبة فان لم ييجد صيام شهرين متتابعين فان لم يستطع اطعام ستين مسكين

3- فضائل الصيام
تترتّب على الصيام العديد من الفضائل، يُذكر منها:
- خصّ الله -سبحانه- عبادة الصيام بالأجر العظيم المُضاعف؛ و مع أنّ كلّ عملٍ صالحٍ يؤدّيه المسلم يُجازيه به الله بمُضاعفة الحسنة إلى عشرة أضعافٍ، و إلى سبعمئة ضعفٍ، إلّا الصيام؛ فقد نسبه الله -تعالى- إليه، و في هذا يقول الرسول -عليه الصلاة و السلام - فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ- : (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي و أَنَا أجْزِي به)،
- مجازاة الصائمين بدخولهم الجنّة في الآخرة من بابٍ خاصٍّ بهم يُسمّى باب الريّان، وقد ثبت ذلك فيما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ)
- نيل الصائم فرحتَان؛ إحداهما في الدنيا، و الأخرى في الآخرة، قال النبيّ -عليه الصلاة و السلام-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَ فَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ)
- فَتْح أبواب الجنّة، و غَلْق أبواب النار، و تصفيد الشياطين في شهر رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة و السلام-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، و غُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، و صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)
- طِيْب رائحة فم الصائمين عند الله -سبحانه وتعالى-؛ إذ أخرج البخاريّ في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة و السلام- : (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
- تحصيل الخيرات والرَّحَمات في شهر رمضان، ونَيْل ما فيه من الرحمة والمغفرة من الله، والعِتق من النار، ونيل الدرجات الرفيعة، والحسنات، والأُجور المُضاعَفة.
 
4- الاثار التربوية المترتبة عن الصيام
إنّ للصيّام فوائد و بركات كثيرةٌ يمكن للمسلم أن يحصلّها من خلال صيامه، و فيما يأتي بيان بعضها:
* يحقّق المسلم الصائم تقوى الله -تعالى- ورضوانه، من خلال اتباع كلّ ما أمر به الله تعالى، واجتنابه كلّ ما حرّم
* يربّي الصيام نفس المسلم ويمتحنها، من خلال صبره على تحمّل الجوع والعطش، و قدرته على اتباع أوامر الله تعالى، و اجتناب ما نهى الله عنه.
* يربّي النفس على الجود والكرم والسّخاء؛ من خلال إخراج الصدقات، و قضاء حاجات الناس، و القيام بالأعمال الصالحة، و العبادات؛ كالصلاة، و قراءة القرآن، و غير ذلك من الأعمال الصالحة.
* يجعل هناك صلةً بين العبد و القرآن الكريم، من خلال استحضار الإنسان أنّ القرآن الكريم أنزله الله -تعالى- في شهر رمضان المبارك،
* يزيد من إقبال الناس على فعل الخيرات
* يزيد من إقبال المسلم على أداء الاعمال الصالحة، حيث إنّ أجرها يُضاعف في رمضان.
* يربّي الأمّة على الوحدة و الاجتماع، و يؤصّل ذلك المعنى في نفوسهم، من خلال صيامهم جميعاً في وقتٍ واحدٍ، و إفطارهم في وقتٍ واحدٍ، و على مائدةٍ واحدةٍ
* يربّي المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة، و الابتعاد عن الاخلاق الذّميمة؛ كالغضب، ويحفظ لسان المسلم من قول الشتائم، و ما قبح من القول، و يجعل المسلم يتحلّى بالصبر على أداء الطاعات، و الصبر على عدم ارتكاب المعاصي.
* يجعل المسلمين أمّةً متماسكةً، يشعرون ببعضهم البعض، فيشعر الغنيّ بالفقير و المحتاج، فيتعلّم المسلم أن يُحسن إلى غيره، و يتعاون معه، و يقدّم له النفع و المساعدة.

5- احكام الصيام :
1- أنواع الصيام : مأخوذة من كتاب القوانين الفقهية لابن جزي وَ هِي سِتَّة أَنْوَاع وَاجِب وَ سنة و مستحب و نافلة وَ حرَام و مكروه. (فَالْوَاجِب) صِيَام رَمَضَان و قضاؤه وَ صِيَام الْكَفَّارَات
(وَ السّنة) صِيَام يَوْم عَاشُورَاء وَ هُوَ عَاشر الْمحرم وَ قيل التَّاسِع
(وَ الْمُسْتَحب) صِيَام الْأَشْهر الْحرم وَ شَعْبَان وَ الْعشر الأول من ذِي الْحجَّة وَ يَوْم عَرَفَة وَ سِتَّة أَيَّام من شَوَّال وَ ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَ الْخَمِيس
(و النافلة) كل صَوْم لغير وَقت وَلَا سَبَب فِي غير الْأَيَّام الَّتِي يجب أَو يمْنَع وَلَا يجوز للْمَرْأَة أَن تَصُوم تَطَوّعا إِلَّا بِإِذن زَوجهَا
 (وَ الْحرَام) صِيَام يَوْم الْفطر و الأضحى وَ أَيَّام التَّشْرِيق الثَّلَاثَة الَّتِي بعده وَ رخّص للمتمتع فِي صِيَام التَّشْرِيق خلافًا لَهما وَ رخّص فِي صَوْم الرَّابِع فِي النّذر وَ الْكَفَّارَات وَ اخْتلف فِي يَوْمَيْنِ قبله وَ صِيَام الْحَائِض وَ النُّفَسَاء وَ صِيَام من يخَاف على نَفسه الْهَلَاك بصومه 
(وَا لْمَكْرُوه) صَوْم الدَّهْر وَ  صَوْم يَوْم الْجُمُعَة خُصُوصا إِلَّا أَن يَصُوم يَوْمًا قبله أَو يَوْمًا بعده وَ صَوْم يَوْم السبت خُصُوصا وَ صَوْم يَوْم عَرَفَة بِعَرَفَة وَ صَوْم يَوْم الشَّك.

2- اركان الصوم :
يتحقّق الصيام برُكنَين، بيانهما فيما يأتي:
النيّة: ومَحلّها القلب، و دليلها قول النبيّ -عليه الصلاة و السلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، و لا يُشرَع التلفُّظ بها؛ لأنّها أمرٌ متعلّقٌ بالقلب، ويُراد بها: القصد، و عزم القلب على فعل أمرٍ ما، و يجب على العبد عقدها و العزم على الصيام ليلاً في أيّ جزءٍ من أجزائه. 
الإمساك: و يُراد به الامتناع عن كلّ المُفطرات؛ من أكلٍ، و شُربٍ، و جِماعٍ، و يبدأ من طلوع الفجر الثاني، و يستمرّ إلى غروب الشمس، و دليلها قول الله -تعالى-: (وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ).

3- الاعذار المبيحة للافطار
رُخص الإفطار في رمضان يتّسمُ الإسلام باليُسر و السّماحة في تشريعاته و أحكامه، و يظهر هذا جليّاً في التّخفيف عن المكلّفين عند مظنّة حصول المشقة، و شرع الإسلام الرّخص التي تُيسّرُ عليهم أداء الواجبات الشّرعية،:
1- المرض: يباح للمريض الفطر في رمضان لقوله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ" [البقرة: 184]. و المرض الذي يرخص معه في الفطر هو الذي يشق على صاحبه الصيام بسببه، أو تتضرر صحته إن صام معه. وإذا أفطر المريض 
- و كان المرض مما يُرجى شفاؤه- وجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها متى شُفي؛ لقوله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ" [البقرة: 184]، أي فليصم إذا برئ أياما أخرى بديلة عن تلك التي أفطرها.
وإذا كان المرض مما لا يُرجى شفاؤه -بأن كان مرضا مُزْمنا، أو كان صاحبه كبيرا عاجزا عن الصيام عجزا مستمرا - فإن المفطر يُطعم عن كل يوم أفطر فيه؛
2- السفر: يباح للمسافر الفطر في رمضان، و له الصوم في السفر بشرط ألا يشق عليه الصيام؛ فإن شق عليه أو أضرّ به فالفطر في حقه أفضل من الصوم، و يجب عليه القضاء في جميع الأحوال إذا انتهى سفره و انقضى رمضان، لقوله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ" [البقرة: 184].و السفر المبيح للفطر هو الذي تقصر فيه الصلاة.
3- الحمل و الرضاع: الحامل أو المرضع إن خافت على نفسها ضررا من الصيام أفطرت و قضت فيما بعد كالمريض، لقوله (ص): "إِنَّ الله تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصيامَ وَ شَطْرَ الصَّلاَةِ، وَ عَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصيام"، (رواه الترمذي). و إِن خافت على الولد فقط دون نفسها أفطرت و قضت و أطعمت عن كل يوم مسكينا، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "و المُرْضِعُ و الحُبْلَى إذا خافَتَا عَلَى أَوْلادِهِما أفْطَرَتا و أطْعَمَتا" (رواه أبو داود).
4- الحيض و النفاس: المرأة التي أتاها الحيض أو النفاس في رمضان تفطر وجوبا و يحرم عليها الصيام، و لو صامت لم يصح منها، و عليها القضاء صامتْ أو أفطرتْ، لما ثبت من قول عائشة رضي الله عنها لما سُئلت عن قضاء الحائض الصيام دون الصلاة: "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ (أي الحيض) فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصيام، وَ لا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ" (متفق عليه).
5- الهرم
6- الاكراه

4- قضاء رمضان : يجب باتفاق الفقهاء القضاء على من أفطر يوماً أو أكثر من رمضان، بعذر كالمرض و السفر ًسهوا و الحيض و نحوه، أو بغير عذر كترك النية عمداً أو ، و يأثم المفطر بلا عذر.
و وقت القضاء يبدأ بعد انتهاء رمضان مباشرة و يستحب تعجيله قبل رمضان المقبل، فإن ضاق الوقت وقرب وصول رمضان
فيجب عليه قضاؤه قبل دخول رمضان الثانِّ، فإن لم يقضه حتى دخل رمضان آخر فيجب عليه بعد ذلك القضاء و فدية إطعام يوم معه.

5- اداب الصيام
سُنن الصيام كثيرة، و مجالاتها متعدّدة، و فيما يأتي ذكر بعضها: 
- السَّحُور: ، قال النبيّ -عليه الصلاة و السلام-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)، و يُسَنّ تأخيره قدر الإمكان إلى ما قبل الفجر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ و عجَّلوا الفِطرَ).
- تعجيل الفِطْر: حيث يُسنّ للمسلم التّعجيل في فِطْره إن تيقّن حلول وقت الغروب، ؛ لِما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ يُفطِرُ قبلَ أن يُصلِّيَ على رُطَبَاتٍ، فإن لَم تكُن رُطَبَاتٌ فتمراتٌ، فإن لَم تكُن تمراتٌ حسا حسَواتٍ مِن ماءٍ).[١٩]
- الدعاء عند الإفطار: ومن الدعاء المأثور عند الإفطار قَوْل: (ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ).[٢٠]
حفظ اللسان والجوارح: فيُمسك المسلم نفسه عن الرَّفَث، والكلام الفاحش، والغِيبة، والنميمة؛ إذ يتأكّد تحريم ذلك في شهر رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).
- التوسعة على النفس و الأهل و الأرحام: فيُسَنّ للصائم في شهر رمضان الإحسان، والإكثار من أداء الصدقة للفقراء، والمساكين، و غيرهم من المحتاجين، بالإضافة إلى الأهل و الأقارب؛ اقتداءً في ذلك بالنبيّ محمدٍ -عليه الصلاة و السلام-؛ إذ كان يُكثر من الجود و العطاء في شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ من قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، و كانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، و كانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٢٢]
- الإكثار من الأعمال الصالحة: و تُذكَر منها: تلاوة القرآن، و ذِكْر الله، و تسبيحه، و الصلاة على النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه و سلم-. الاعتكاف: وخ اصّةً في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ رجاء إدراك ليلة القدر؛ إذ كان النبيّ -عليه الصلاة و السلام- يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها من الأوقات، مع الحرص على ترديد الدعاء المأثور فيها بقَوْل: (اللهمَّ إنَّك عفوٌ تُحبُّ العفو فاعْفُ عني).

قسم مادة التربية الاسلامية للسنة الاولى ثانوي

موقع السنة الاولى ثانوي

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة