-->
5024683318280263

تحضير درس انطباق الفكر مع الواقع في مادة الفلسفة للسنة الثانية ثانوي آف

الخط
تحضير درس انطباق الفكر مع الواقع في مادة الفلسفة للسنة الثانية ثانوي آف
الإشكالية الثانية : آليات التفكير المنطقي بين المبدأ و الواقع
المشكلة الثانية : انطباق الفكر مع الواقع
 
طرح المشكلة: بعد الثورة الابستمولوجية المعرفية التي وجهت للمنطق الصوري في العصر الحديث كونه صوريا لا يأخذ بعين الاعتبار الواقع ، كان لا بد من تجاوز هذا الانطباق إلى تطابق الفكر مع الواقع وهو ما يعرف بالاستقراء .فما حقيقته ؟ومامنهجه؟وما هدفه؟
محاولة حل المشكلة :
1 ـ تعريف الاستقراء : هو الانتقال من قضايا جزئية حسية إلى قضايا وقوانين عامة.
2 ـ أنواع الاستقراء : ينقسم إلى قسمين :
أ ـ الاستقراء التام : هو استقراء يدرس كل عناصر المادة وهو اقل استعمال  .
ب ـ الاستقراء الناقص : هو استقراء صاعد يدرس الحالات الجزئية وصولا الى الحكم الكلي العام و هو الاكثر استعمالا.
3 ـ الخطوات الإجرائية للاستقراء :
أ ـ الملاحظة العلمية : هي مشاهدة الظاهرة بالحس والذهن معا .وهي أنواع :كمية وتقوم على التقدير الكمي كالقياس كقياس الأوزان والأحجام والأطوال وكيفية وتقوم على الوصف كتصنيف الحيوانات والأتربة. وبسيطة وتعتمد على الحواس كمشاهدة نيوتن لسقوط الأجسام، ومسلحة وتستخدم فيها الوسائل والأجهزة الإلكترونية كالمجهر والتلسكوب.
ب ـ الفرض العلمي : هو مشروع قانون أو تفسير مؤقت للظاهرة.
ج ـ التجريب : هي الخطوة التي يتم فيها التأكد من صحة أو خطإ الفرضية.
4 ـ قواعد المنهج الاستقرائي عند ج س مل :
بالإضافة إلى هذه الخطوات فإن هناك قواعد اشترطها بعض المهتمين بالمنهج :
أ ـ طريقة التلازم في الحضور : أي ارتباط العلة والمعلول في الوجود دائما
ب ـ طريقة التلازم في الغياب : أي كلما غابت العلة غاب المعلول بالضرورة
ج ـ طريقة التلازم في التغير : وتعني إذا طرأ تغير في العلة امتد هذا التغير إلى المعلول
د ـ طريقة البواقي : أي السبب الباقي وتعني أنه لا علة لموجودين .
5 ـ كيف نصل إلى انطباق الفكر مع الواقع إذا كنا نأخذ بأحكام ومبادئ أولية مسبقة غير مؤكدة علميا ؟
سوابق الأحكام هي جملة الآراء والتصورات التي يكونها العقل حول الأشياء والأشخاص والحوادث على نحو أولي ( أو قبلي ) من مصادرها نذكر : التفسير الميتافيزيقي ، والغيبي ، والعرف السائد والانطباع والقناعات الشخصية ، هذه الأحكام قد يكون لها دورا سلبيا حيث تعمل على إعاقة البحث العلمي وانحرافه عن مساره ، بل تقويضه وإجهاضه قبل تطبيقه أحيانا ، والسبب في ذلك يعود إلى الوقوع في الذاتية. هذه الأحكام هي :
أ مبدأ السببية : وهو من أهم أسس الاستقراء التجريبي ، مفاده أن لكل ظاهرة سبب وعلة .
ب ـ مبدأ الحتمية : يقصد به أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج
ج ـ مبدأ الإطراد : معناه أن الظواهر الطبيعية تنتظم وتترابط وتتابع بصورة متكررة (مطردة) .
6 ـ كيف نستطيع بهذا الأسلوب المنطقي أن نضمن الوصول إلى الحقيقة ؟
للوصول إلى الحقيقة يجب الاستعانة بما يلي :
أ ـ عقلنة الظواهر : وتتأسس على عنصرين :
1 ـ الافتراض : يعتبر ضروريا في الوصول إلى الحقيقة، يدل على قدرة الباحث في تصوره وكشفه عن علة الظاهرة
2 ـ التقنين : صياغة الحقائق العلمية على شكل قوانين.
ب ـ انتظام الظواهر : يقوم على أساسين :
1 ـ التعميم : تعميم القوانين الخاصة بظاهرة ما على كل الظواهر التي تكون مشابهة لها في في البنية والتركيب.
2 ـ التنبؤ : يقصد به توقع حدوث الظاهرة في المستقبل .

7 ـ هل انطباق الفكر مع الواقع يحقق انطباقه مع نفسه أم يمنعه ؟
يؤكد المناطقة والعلماء أن العلم التجريبي الاستقرائي يقوم بالدرجة الأولى على المنهج الرياضي لكون الرياضيات تمدنا بلغة دقيقة مضبوطة ، إذن انطباق الفكر مع الواقع ومع نفسه يكون عن طريق النسق المنطقي الذي يعود أساسا إلى الاستقراء لما له من أهمية بالغة في الوصول إلى نتائج علمية موثوق فيها من خلال تطبيق خطوات وقواعد المنهج التجريبي ، أضف إلى ذلك مبدأ الهوية الذي يعمل على توحيد الفكر مع نفسه ومع الواقع لأنه يضفي عليهما صفة الثبات والاتساق.
حل المشكلة : ينطبق الفكر مع الواقع حين يعتمد على المنهج التجريبي الاستقرائي ويحقق كذالك تطابق الفكر مع نفسه إن المنطق الأرسطي قام على الانطلاق من مسلمات وبديهيات ثم الاعتماد على قواعد ومبادئ حددها العقل لأجل الوصول إلى نتائج سليمة إلا أن المنطق المادي والمنهج التجريبي تجاوز هذه المنطلقات بالاعتماد على منهج جديد يضمن انطباق الفكر مع نفسه ومع الواقع .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة