-->
5024683318280263

درس من خصائص الشريعة الاسلامية في العلوم الاسلامية للسنة الثانية ثانوي جميع الشعب

الخط
 الميدان : السيرة والحضارة الإسلامية.
الوحدة التعليمية : من خصائص الشريعة الإسلامية.
الهدف ألتعلمي : أن يتعرّف على أهم الخصائص التي تميّز الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

أولا- تعريف الشريعة الإسلامية:
لغة: لها معنيان أ- مورد الماء للاستسقاء. ب- الطريقة المستقيمة.
اصطلاحا: هي ما شرعه اللهَّ لعباده من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونُظم الحياة،في شعبها المختلفة، تحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة.
علاقة التّعريف اللّغويّ بالتعريف الاصطلاحي للشّريعة بما أن: الماء أساس الحياة كذلك الشريعة مصدر لحياة الإنسان. 

ثانيا- من خصائص الشّريعة الإسلاميّة: 
للشريعة الإسلامية خصائص ومميزات تميزها عن غيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية،ونذكر بعض هذه الخصائص في النقاط التالية:
1- الرّبانيّة: منسوبة إلى الرب،ومعناها الانتساب إلى الله عز وجل وهي أم الخصائص كلها وأصل لها،ويراد بها أمران:
أ-ربانية المصدر والمنهج:أي مصدرها وحي من الله إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:"أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً"وجاءت بإرادة الله لقوله تعالى:"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ"
ب-ربانية الغاية والوجهة:الغاية من التشريع توثيق الصلة بالله ونيل مرضاته بالطاعات لقوله تعالى:"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَب الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"قال الله تعالى:"وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى"

2- الشمولية: إنّ الشريعة الإسلامية رسالة في كل مجالات الحياة فلا تدع جانبا ولا مجالا إلا وكان لها فيه حكم ويظهر هذا الشمول في كامل مراحل حياة الإنسان دون تمييز للجنس أو اللون أو اللغة فتكلمت عن العبادات والمعاملات والأخلاق والاعتقاد وهي بذلك صالحة لكل زمان ومكان قال تعالى:"مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"وعَنْ أَبِي ذَرٍّ،قَالَ:تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَهُ فِي الْهَوَاءِ إِلا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا،"ونظرا لهذا الشمول وجب على المسلمين الالتزام بكل أحكام الشريعة الإسلامية.

3- العالميّة: جاءت لكافة الناس فهي غير خاصة بشعب معين ولا زمان أو مكان معيّن لقوله تعالى:"وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ"

4- الوسطيّة: فالشريعة الإسلامية لا إفراط فيها ولا تفريط،وهي توازن بين الروح والجسد(المادة)،لأن الإنسان مزيج من قبضة تراب ونفخة روح،فكما له رغبات جسدية له أشواق روحية لذا شرع له الإسلام ما يلبي جانب روحه لتطمئن نفسه قال تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "ولجانب جسده فأباح له التملك والبيع والزواج ونحوه قال تعالى:"وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" وقال أيضا:"فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ "

5- اليسر ورفع الحرج: جاءت الشريعة الإسلامية لتراعي ضعف الإنسان فكانت تكاليفها في أصلها لا مشقة فيها لقوله تعالى:"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا"وراعت أحواله الاستثنائية فخففت عنه التكاليف بتشريع الرخص ك قصر الصلاة مثلا في السفر قال تعالى:"وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً"وكالإفطار في السفر والمرض والتيمم ونحوه من الأحكام.

6- المثالية والواقعية: المراد بالواقعية مراعاة واقع الكون في وجوده المشاهد الذي يدل على وجود الخالق ومراعاة واقع الحياة بما فيها من خير وشر باعتبارها جسرا للحياة الأخرى ومراعاة واقع الإنسان من حيث هو جسد وروح ذكر وأنثى قرد وعضو في المجتمع،والواقعية بهذا المعنى ليست نقيضا للمثالية المعتدلة المبنية على الفطرة السليمة المتطلعة إلى المثل العليا،فالشريعة الإسلامية إذن تجمع بين الواقعية والمثالية.

7- الثبات والمرونة: ونعني بها التوازن بين الثبات والتطور،أو الثبات والمرونة،فالثبات فيما يجب أن يخلد ويبقى،والمرونة فيما ينبغي أن يتغير ويتطور.إن للثبات والمرونة مظاهر ودلائل شتى،نجدها في مصادر الإسلام،وشريعته وتاريخه.يتجلى هذا الثبات في المصادر الأصلية النصية القطعية للتشريع من كتاب الله،وسنة رسوله، فالقرآن هو الأصل والدستور،والسنة هي الشرح النظري،والبيان العملي للقرآن وكلاهما مصدر إلهي معصوم،لا يسع مسلم أن يعرض عنه،وتتجلى المرونة في المصادر الاجتهادية التي اختلف فقهاء الأمة في مدى الاحتجاج بها مثل:الإجماع،والقياس،والاستحسان،والمصالح المرسلة وأقوال الصحابة،وشرع من قبلنا،وغير ذلك من مآخذ الاجتهاد،وطرائق الاستنباط.
 
*استثمر معارفك
استثمر معارفك في الرد على شبة أن الإسلام ليس دين حضاري معتمدا على أهم خصائصه؟ قدم أمثلة.

الجواب: يعتبر الإسلام دينا حضاري، ويظهر ذلك في خصائص الشريعة المتنوعة، حيث شملت أحكامه كل مجالات الحياة، ومست واقع الإنسان، وبلغت رسالة الإسلام أغلب دول العالم، كما أن الشريعة أوجدت حلولا للقضايا التي طرحت عليها.
 - أمثلة تؤكد أن الإسلام دين حضاري: نظمت الشريعة أحكام العلاقات الفردية والجماعية من زواج وطلاق، وصحبة، كما اهتمت بالاقتصاد وما تعلق بأحكام المال، وبينت أصول سياسة الدولة، وكيفية التعامل في حال الأمن والحرب، وبالغت في الاهتمام بالتعليم مثلما اهتمت بالتربية... 
26 تعليقًا
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة