-->
5024683318280263

تحضير درس العقل في القرآن الكريم في مادة العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي جميع الشعب

الخط
المـــيدان : القرآن الكريم والحديث الشريف.
الوحدة التعليمية : العقل في القرآن الكريم.
الهدف التعلمي : أن يتعرّف على منزلة العقل في القرآن الكريم.

تمهيد : أعلى الإسلام من مكانة العقل وقيمته،ونجد شاهدا على ذلك أن مشتقات كلمة"العقل"تكرّرت في القرآن الكريم حوالي سبعين مرة والآيات التي تحث على النظر والتفكر والتدبر وتتوجه بالخطاب لأولي الألباب بلغت من الكثرة حدا فقد أعطى الإسلام ميزة للعقل بين كل المذاهب والشرائع.

أوّلا- مفهوم العقل : قوّة و ملكة أُنيط بها التكليف.

ثانيا- أهمية العقل في القرآن الكريم ومنزلته : أولى القرآن الكريم العقل أهميّة كبيرة،و ذلك لما له من الوظائف و جعله أحد المقاصد الضرورية الخمس:
أ- العقل سر تمييز الإنسان عن باقي المخلوقات قال تعالى "وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
ب- العقل أساس التّمييز بين الحقّ والباطل، قال تعالى: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
ج- العقل وسيلة للوصول إلى الإيمان، قال تعالى:"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
د- أداة وصل الدين بقضايا الواقع فهو يقوم بالتّجديد والاجتهاد من خلال معرفة أحكام المسائل الجديدة، قال تعالى: "فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ"من ذلك القياس مثال قياس المخدرات على الخمر في التحريم لاشتراكهما في العلة وهي الإسـكار.
ه- العقل مناط (عماده وسببه) التكليف : فالمجنون والصبي لا يكلفان لعدم فهمهما لكلام الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم : "رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يعقل وعن الصبي حتى يحتلم"
و- وسيلة لتدبر والتأمل والتفكر في الكون (آياته الكونية المنظورة) قال تعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)

ثالثا- دور العقل في تمحيص الأفكار والموروثات: العقل هو آلة التّمييز بين النّافع و الضارّ،و له دور كبير في تمحيص الموروثات القديمة و الأفكار الجديدة من خلال:
- وجوب غربلة و محاكمة الموروثات والأفكار إلى الشرع من حيث القبول والرد فلا يقبل منها إلا ما كان نافعا ومفيدا وموافقا للعقل و الفطرة السّليمة.
- تنقية المنظومة الفكرية لدينا من الفكر الدخيل الوافد من الغرب كالإلحاد و الاستشراق.

و من الأفكار الفاسدة الّتي تخالف العقل :
أ- زعم الملحدينأنّ الكون وجد صدفة،وهذا الزّعم ظاهر البطلان لأنّ العقل السّليم يدلّ على وجود الله وأنه خالق الكون،ولو كان وجود الكون صدفة لما كان منظّما ومحكما كما يقول العقلاء.
ب- زعم المستشرقينوتشكيكهم في سنّة النّبي صلى الله عليه وسلم الّتي وصلت إلينا بالسّند الصّحيح،في حين يمجّدون أقوال الفلاسفة القدامى الّتي لا سند لها، و هذا عين التّناقض الّذي لا يقبله العقل.

رابعا- حدود استعمال العقل :
- يستعمل في التدبّر في الكون و في الأمور التجريبية و الأدلة النظرية (عالم الشهادة) فيجوز له أن يخوض فيها لخضوعها لحواسنا..
- لا يستعمل في الغيبيات و العقائد مثل التفكر في ذات الله تعالى، الجنة، النار،علم الساعة، حقيقة الملائكة و الجن،ح قيقة الروح.....، قال تعالى:«عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً» و قال صلى الله عليه وسلم : "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله فإنكم لن تقدروا له قدره"
- لا يستعمل في الأمور التعبدية المحضة مثل عدد ركعات الصلوات الخمس، الطواف سبعا، صوم ثلاثين يوما. فهذه الأمور تخرج عن نطاق العقل فلا يجوز له أن يتدخل فيها بل يجب أن يسلّم حقيقة أمرها إلى علم الله لأنها لا تخضع لمنطق العقل، و إذا خاض فيها العقل، فإنه سيزل و يضل.
- علاقة العقل بالوحي أنّ العقل كالبصر والوحي كالضوء، و لا تتم الرؤية إلا بهما. و أنّه لا تعارض بين العقل السليم و الوحي، و إن كان هناك تعارض فالإشكال في عقل الشخص و ليس في الوحي، و أنّ العقل يفهم و يفسر الوحي و لا يحكم عليه.
- ينتهي العقل حين يبدأ النّص فلا اجتهاد مع النّص.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة