-->
5024683318280263

تحضير درس الخلع و أحكامه في مادة العلوم الاسلامية للسنة الثانية ثانوي جميع الشعب

الخط
 مادة العلوم الاسلامية
السنة الثانية ثانوي جميع الشعب
الوحدة : من أحكام الأسرة في الإسلام : الخُلع و أحكامه.
الهدف التعلمي : أن يتعرّف على الخُلع كوسيلة لإنهاء العلاقة الزوجية.
تمهيد : إذا وقع النشوز من المرأة و استحالت الحياة الزوجية و لم تفلح الوسائل التأديبية فإن الإسلام شرّع الطلاق و جعله في يد الرجل ليدفع به الضرر فما موقف الإسلام إذا كان الرجل هو الناشز و الضرر لحق الزوجة؟ لم يغفل الإسلام هذا الأمر لذلك نجده شرّع مقابل الطلاق للرجل "الخلع" لتدفع المرأة الضرر الذي تجده من زوجها و لتتخلص من ضيقه و عنقه.

أولا- تعريف الخُلع:
- لغة : بفتح الخاء و ضمّها مصدر خَلَعَ يَخْلِعُ و هو النزع و الإزالة مطلقا نقول خلع فلان لباسه أي نزعه لأن المرأة لباس الرجل و الرجل لباس لها.
- اصطلاحا : إزالة العصمة بعوض من الزوجة أو غيرها. – أو هو فراق الزوجة لزوجها على مال تفتدي به يُقَدّمُ لزوجها.
- ملاحظة : هناك ما يسمي بالخلع القضائي (خلع المرأة نفسها عن طريق القضاء دون رضا الزوج، و ما يترتب عليه من آثار جراء كثرة قضايا الخلع).

ثانيا- حكمه : جائز ومشروع للمرأة لدفع الضرر عنها (يقابله الطلاق عند الرجل) و ذلك بعد استنفاذ الطاقة في غيره من الوسائل الإسلامية و يقع طلاقا بائنا بينونة صغرى و لا يحل له ارجاعها إلا بعقد و مهر جديدين مع اشتراط رضاها.
دليله : لقوله تعالى "وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ"
و من السنّة ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ ‏ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ‏جاءتْ‏ ‏امْرَأَتهَ إلى النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَتْ له يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ‏ ‏مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"‏أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً"

ثالثا -الحكمة من تشريعه:
1- احتراما للمرأة و صيانة لحقوقها، لقد عمل الإسلام على احترام المرأة و جعلها شطر المجتمع وبالتالي حرص على احترام حقوقها وضمان تحقيقها و ذلك عن طريق ما شرعه من أحكام فقد شرّع الخلع حقا للمرأة مقابل الطلاق الذي شرع للرجل.
2- دفعا للضرر الذي قد يلحقها من زوجها إذا بقيت في العصمة الزوجية إذا لم يوف الزوج الحقوق الشرعية لزوجته أو لم يحقق مطالب الزواج و أساء عشرتها أو تنكرت لطباعه و بغضه ولحقها المشقة ببقائها معه،فإن الإسلام يمنح للمرأة هذا الحق لتدفع الضرر عنها و لتزيل المشقة عن نفسها.
3- لقد اشْترط إعطاء عوض و بدل مالي للرجل لكون المرأة هي التي رغبت في حل الرابطة الزوجية و لتعوض الزوج ما قدمه في سبيل هذا الزواج من مال.

رابعا - شروطه : هي
1- ينبغي أن يكون بلفظ الخلع أو ما معناه كالمبارءة.
2- أن تكون الفُرقة في مقابل عوض من جهة الزوجة فإذا لم يذكر  البدل بأن قال لها خلعتك و لم يذكر مالا ونوى به الطلاق وقع طلاقا و ليس خلعا.
3- أن يكون الخلع حال قيام الزوجية فإذا خالعها في العدة بعد طلاق الثلاث لم يصح الخلع لزوال ملك الزواج و كذا لو خالعها بعد انتهاء عدة الطلاق الرجعي أو خالعها بعد زواج فاسد لأن الفاسد لا يفيد زوجية صحيحة و كذلك المرتدة إن خالعها زوجها بعد ردتها لأن الرٍدّة أزالت ملك الزواج.
4- أن يرضى كل من الزوج و الزوجة على عوض الخلع فإذا لم يتراضيا على العوض المالي لا يقع الخلع.
5- أن تكون المرأة المختلعة بالغة عاقلة غير محجور عليها و بإمكان الولي أن يطلب لوليته الخلع إذا رأى ذلك.
ملاحظة: ثبت من السنة أن المختلعة تعتد بحيضة ففي قصة ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "خذ الذي لها عليك و خل سبيلها قال: نعم. فأمرها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تعتد بحيضة واحدة و تلحق بأهلها إلا أن مذهب الجمهور من العلماء أن المختلعة عدتها ثلاث حيض إن كانت ممن يحيض.
- يصح الخلع في أيام الحيض بخلاف الطلاق.
- لا يحتاج الخلع إلى حكم القاضي ويمكن أن يتم باتفاق الزوجين فقط.
- من طلبت الخلع من زوجها ودفعت له العوض وثبت أنّها فعلت ذلك بسبب إضرار الزوج بها كان لها الحق في استرجاع العوض.
- يقع الخلع طلاقا بائنا بينونة صغرى وعليه لا يمكن للزوجين أن يتراجعا إلا بعقد جديد.
4 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة