مادة العلوم الاسلامية
السنة الثانية ثانوي جميع الشعب
الوحدة : من أحكام الأسرة في الإسلام : الخُلع و أحكامه.
الهدف التعلمي : أن يتعرّف على الخُلع كوسيلة لإنهاء العلاقة الزوجية.
تمهيد : إذا وقع النشوز من المرأة و استحالت الحياة الزوجية و لم تفلح الوسائل التأديبية فإن الإسلام شرّع الطلاق و جعله في يد الرجل ليدفع به الضرر فما موقف الإسلام إذا كان الرجل هو الناشز و الضرر لحق الزوجة؟ لم يغفل الإسلام هذا الأمر لذلك نجده شرّع مقابل الطلاق للرجل "الخلع" لتدفع المرأة الضرر الذي تجده من زوجها و لتتخلص من ضيقه و عنقه.
تمهيد : إذا وقع النشوز من المرأة و استحالت الحياة الزوجية و لم تفلح الوسائل التأديبية فإن الإسلام شرّع الطلاق و جعله في يد الرجل ليدفع به الضرر فما موقف الإسلام إذا كان الرجل هو الناشز و الضرر لحق الزوجة؟ لم يغفل الإسلام هذا الأمر لذلك نجده شرّع مقابل الطلاق للرجل "الخلع" لتدفع المرأة الضرر الذي تجده من زوجها و لتتخلص من ضيقه و عنقه.
أولا- تعريف الخُلع:
- لغة : بفتح الخاء و ضمّها مصدر خَلَعَ يَخْلِعُ و هو النزع و الإزالة مطلقا نقول خلع فلان لباسه أي نزعه لأن المرأة لباس الرجل و الرجل لباس لها.
- اصطلاحا : إزالة العصمة بعوض من الزوجة أو غيرها. – أو هو فراق الزوجة لزوجها على مال تفتدي به يُقَدّمُ لزوجها.
- ملاحظة : هناك ما يسمي بالخلع القضائي (خلع المرأة نفسها عن طريق القضاء دون رضا الزوج، و ما يترتب عليه من آثار جراء كثرة قضايا الخلع).
ثانيا- حكمه : جائز ومشروع للمرأة لدفع الضرر عنها (يقابله الطلاق عند الرجل) و ذلك بعد استنفاذ الطاقة في غيره من الوسائل الإسلامية و يقع طلاقا بائنا بينونة صغرى و لا يحل له ارجاعها إلا بعقد و مهر جديدين مع اشتراط رضاها.
دليله : لقوله تعالى "وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ"
و من السنّة ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ جاءتْ امْرَأَتهَ إلى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ له يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً"
ثالثا -الحكمة من تشريعه:
1- احتراما للمرأة و صيانة لحقوقها، لقد عمل الإسلام على احترام المرأة و جعلها شطر المجتمع وبالتالي حرص على احترام حقوقها وضمان تحقيقها و ذلك عن طريق ما شرعه من أحكام فقد شرّع الخلع حقا للمرأة مقابل الطلاق الذي شرع للرجل.
2- دفعا للضرر الذي قد يلحقها من زوجها إذا بقيت في العصمة الزوجية إذا لم يوف الزوج الحقوق الشرعية لزوجته أو لم يحقق مطالب الزواج و أساء عشرتها أو تنكرت لطباعه و بغضه ولحقها المشقة ببقائها معه،فإن الإسلام يمنح للمرأة هذا الحق لتدفع الضرر عنها و لتزيل المشقة عن نفسها.
3- لقد اشْترط إعطاء عوض و بدل مالي للرجل لكون المرأة هي التي رغبت في حل الرابطة الزوجية و لتعوض الزوج ما قدمه في سبيل هذا الزواج من مال.
رابعا - شروطه : هي
1- ينبغي أن يكون بلفظ الخلع أو ما معناه كالمبارءة.
2- أن تكون الفُرقة في مقابل عوض من جهة الزوجة فإذا لم يذكر البدل بأن قال لها خلعتك و لم يذكر مالا ونوى به الطلاق وقع طلاقا و ليس خلعا.
3- أن يكون الخلع حال قيام الزوجية فإذا خالعها في العدة بعد طلاق الثلاث لم يصح الخلع لزوال ملك الزواج و كذا لو خالعها بعد انتهاء عدة الطلاق الرجعي أو خالعها بعد زواج فاسد لأن الفاسد لا يفيد زوجية صحيحة و كذلك المرتدة إن خالعها زوجها بعد ردتها لأن الرٍدّة أزالت ملك الزواج.
4- أن يرضى كل من الزوج و الزوجة على عوض الخلع فإذا لم يتراضيا على العوض المالي لا يقع الخلع.
5- أن تكون المرأة المختلعة بالغة عاقلة غير محجور عليها و بإمكان الولي أن يطلب لوليته الخلع إذا رأى ذلك.
ملاحظة: ثبت من السنة أن المختلعة تعتد بحيضة ففي قصة ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "خذ الذي لها عليك و خل سبيلها قال: نعم. فأمرها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تعتد بحيضة واحدة و تلحق بأهلها إلا أن مذهب الجمهور من العلماء أن المختلعة عدتها ثلاث حيض إن كانت ممن يحيض.
- يصح الخلع في أيام الحيض بخلاف الطلاق.
- لا يحتاج الخلع إلى حكم القاضي ويمكن أن يتم باتفاق الزوجين فقط.
- من طلبت الخلع من زوجها ودفعت له العوض وثبت أنّها فعلت ذلك بسبب إضرار الزوج بها كان لها الحق في استرجاع العوض.
- يقع الخلع طلاقا بائنا بينونة صغرى وعليه لا يمكن للزوجين أن يتراجعا إلا بعقد جديد.
إرسال تعليق