السنة الاولى متوسط - مادة اللغة العربية
المقطع التّعلّمي 08 : الطبيعة
المحتوى المعرفي : : الطّبيعة والإنسان ص 137
السند : كان يومُ الأحد أَوَّلَ يوم من فصلِ الرّبيعِ ، وكانت جميعُ هذه المخلوقاتِ التي تعمر هذه الأرياف من جبال ووديان وأشجار وأزهار وحيوانات من وحوش وطيور، كلّها تنتظر بفارغ صبرها طلوعَ الشّمس من مخبئها، عندما بزغَتِ الشمسُ وظَهَرَ لأولِ مرَّةٍ منذ أشهر طوال ، أَوَّلُ شُعَاعِها يلمع كأنَّه قضيبٌ ذهبيٌّ مرصَّعٌ بلآلِئ دُرِّيةٍ ، فازدهرت الأزهار وأخذتِ العصافير تغني أجمل ألحانها وخرجت الوحوش من أدغالها لتشاهد هذا المنظر الفَذّ البديعَ ، ولم تكن هذه الحيواناتُ وهذه النباتاتُ وحدها محتفِلةً بهذا اليوم الجميل، بل كان بينهم من النّوع الإنسانيّ من يشاركُهم في أفراحهِم ، وهو «عليّ» الشابّ الرّيفيّ الّذي كان جالسا على هَضَبَةٍ يشاهد من بعيد غَنَمَهُ تَرْعى ، وهو يعزف بكلّ قواه على مزماره ، وفي تلك اللّحظة ، ظهرت امرأة تحمل بين يديها طفلا صغيرا ، تمشي بخُطوات سريعةٍ قاصدة البحيرة وهي مُصْفَرَّةُ الوَجْهِ مضطربة الفكر باكيّةُ العين .
وضع عليّ مزماره ، وطَفَقَ يلاحظها من دون أن تراه ، وهو يتعجّب من الباعث الّذي أتى بها في هذا الصَّباحِ الباكرِ، وما هي إلاّ بُرْهةٌ قصيرة حتى وصلت المرأة إلى ضفاف البحيرة ووضعت حِمْلَها على الرَّمْلَةِ النّاعمةِ ، وهو ولدٌ صغيرٌ )لا يتجاوز عمْرُهُ بضعةَ أشهر( وأخذت هذه الأمّ العجيبة تتأمّله آنا ، والبحيرة أخرى ، ثم انحنَتْ على الطّفل وطبعت على خدَّيْه قُبلتينِ حارّتينِ وعيناها تَسُحَّان العَبَراتِ ثم انتصبت قائمة ، وبعدما ألقت عليه نظرة أخيرة كلّها عطف وحنان خاطبته قائلة :
- الوداع يا عزيزي ! أنت في كنف الله يا بني ورعايته ! ثم قَفَلَتْ راجِعةً من حيث أتَتْ ، وقلبها يَقْطُرُ دما ، ولكنّ عليا الّذي كان يشاهد من أعلى الهضبة هذا الحادث المؤلم، قفز من مكانه منطلقا كالبرقِ يريد إدراك هذه المرأة ، وبمجرّد ما أحسّت به خرجت عن شعورها والتفتت نحوه صارخة في وجهه : دعني ! اتركني ! خذوه إن شئتم ، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له .
أحمد رضا حوحو (بتصرف)
دليل الأستاذ للسّنة الأولى من التّعليم المتوسّط ص 137
شرح المفردات :
بَزَغت : طلعت وظهرت ـ مرصّع : مزيّن . درّية : جواهرـ الفذّ : المنفرد والمتميّز ـ طَفَقَ : أخذ ـ الباعث : الدافع ، السّبب ـ برهة : زمن قصيرـ آنا : آنٌ ، تارةً ـ تسُحّان : تسيلان ـ كنف الله : رعايته وحفظه.
الفكرة العامة :
- البحيرة تشهد قسوة المرأة وبراءة الطفل وحيرة عليّ .
- حيرة "عليّ" لتصرّف المرأة ومحاولته إنقاذ الرّضيع .
المقطع التّعلّمي 08 : الطبيعة
المحتوى المعرفي : : الطّبيعة والإنسان ص 137
السند : كان يومُ الأحد أَوَّلَ يوم من فصلِ الرّبيعِ ، وكانت جميعُ هذه المخلوقاتِ التي تعمر هذه الأرياف من جبال ووديان وأشجار وأزهار وحيوانات من وحوش وطيور، كلّها تنتظر بفارغ صبرها طلوعَ الشّمس من مخبئها، عندما بزغَتِ الشمسُ وظَهَرَ لأولِ مرَّةٍ منذ أشهر طوال ، أَوَّلُ شُعَاعِها يلمع كأنَّه قضيبٌ ذهبيٌّ مرصَّعٌ بلآلِئ دُرِّيةٍ ، فازدهرت الأزهار وأخذتِ العصافير تغني أجمل ألحانها وخرجت الوحوش من أدغالها لتشاهد هذا المنظر الفَذّ البديعَ ، ولم تكن هذه الحيواناتُ وهذه النباتاتُ وحدها محتفِلةً بهذا اليوم الجميل، بل كان بينهم من النّوع الإنسانيّ من يشاركُهم في أفراحهِم ، وهو «عليّ» الشابّ الرّيفيّ الّذي كان جالسا على هَضَبَةٍ يشاهد من بعيد غَنَمَهُ تَرْعى ، وهو يعزف بكلّ قواه على مزماره ، وفي تلك اللّحظة ، ظهرت امرأة تحمل بين يديها طفلا صغيرا ، تمشي بخُطوات سريعةٍ قاصدة البحيرة وهي مُصْفَرَّةُ الوَجْهِ مضطربة الفكر باكيّةُ العين .
وضع عليّ مزماره ، وطَفَقَ يلاحظها من دون أن تراه ، وهو يتعجّب من الباعث الّذي أتى بها في هذا الصَّباحِ الباكرِ، وما هي إلاّ بُرْهةٌ قصيرة حتى وصلت المرأة إلى ضفاف البحيرة ووضعت حِمْلَها على الرَّمْلَةِ النّاعمةِ ، وهو ولدٌ صغيرٌ )لا يتجاوز عمْرُهُ بضعةَ أشهر( وأخذت هذه الأمّ العجيبة تتأمّله آنا ، والبحيرة أخرى ، ثم انحنَتْ على الطّفل وطبعت على خدَّيْه قُبلتينِ حارّتينِ وعيناها تَسُحَّان العَبَراتِ ثم انتصبت قائمة ، وبعدما ألقت عليه نظرة أخيرة كلّها عطف وحنان خاطبته قائلة :
- الوداع يا عزيزي ! أنت في كنف الله يا بني ورعايته ! ثم قَفَلَتْ راجِعةً من حيث أتَتْ ، وقلبها يَقْطُرُ دما ، ولكنّ عليا الّذي كان يشاهد من أعلى الهضبة هذا الحادث المؤلم، قفز من مكانه منطلقا كالبرقِ يريد إدراك هذه المرأة ، وبمجرّد ما أحسّت به خرجت عن شعورها والتفتت نحوه صارخة في وجهه : دعني ! اتركني ! خذوه إن شئتم ، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له .
أحمد رضا حوحو (بتصرف)
دليل الأستاذ للسّنة الأولى من التّعليم المتوسّط ص 137
مناقشة النص :
- اِستخرج من النّصّ: الزّمان والمكان والشّخصيات ـالزّمان: أوّل أيام الربيع (الأحد) ـالمكان: البريّة (هضبة ـ بحيرة) ـ الشّخصيّات: "عليّ ـ المرأة ـ الطّفل الصغير".
- عدّد مظاهر الطّبيعة الّتي ذكرها الكاتب في بداية نصّه.وصف الكاتب الطّبيعة بالجبال، والوديان، والأشجار، والأزهار، والحيوانات، والطيور المغرّدة.
- سمّ الشيء الذي رآه علي من فوق الهضبة. امرأة أقبلت مسرعة إلى البحيرة.
- صف هذه المرأة. مُصفَرَّةُ الوَجْهِ مضطربة الفكر باكيّةُ العين.
كانت المرأة تحمل شيئا معيّنا بين يديها، اذكره. كانت المرأة تحمل طفلا صغيرا لا يتعدّى عمره بضعة أشهر ملفوفا في قطعة قماش ناعمة.
- وضّح سرُّ مجيء المرأة في هذا الوقت رفقة رضيعها إلى البُحيرةلتترك صغيرها عندها .
- اذكر المقولة الّتي قالتها المرأة قبل تركها لابنها.قالت: "الوَداعُ يا عزيزي! أَنتَ في كَنفِ الله يا بُنيّ ورِعايتِهِ".
- انطلق علي كالبرق ليحدّثها فصرخت في وجهه، اذكر الأمر الذي قالته لِعَلِّي" دعني!اتركني !خذوه إن شئتم، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له " .
- شبه الكاتب نظرة المرأة بنظرة "مُضطرّبة، مُنكَسِرة، باكية"، بيّن سبب بروز هذه الملامح. لأنّها كانت تُجبَرُ على فراقِ رضيعِها، وهي حزينةٌ ومقهورةٌ على تركِه في ظروفٍ غامضةٍ وصعبةٍ.
- اذكر السّببالذي جعل الكاتب ينتقل من مشهد البهجة إلى مشهد الحزن.لأنّه انتقل من التّأمّل في جمالِ الطّبيعة إلى مشاهدة مأساة إنسانيّة مؤثّرةٍ هزّت مشاعرَه.
- أبد رأيك في تصرف هذه المرأة التي تركت رضيعها. قد يكون تصرّفُها مبرَّرًا إذا كانت مضطرّةً بسببِ الفقرِ أو الخوفِ عليه، لكنّه مؤلمٌ جدًّا وغيرُ عادلٍ للطّفل.
- هل ترى أنّ الإنسان حافظ على جمال الطّبيعة كما وصفها الكاتب؟ علّل. لا، فالإنسان في كثيرٍ من الأحيان أفسدَ الطّبيعةَ بالتّلوّثِ والتخريبِ والتّعدي على الحياةِ البريّةِ.
شرح المفردات :
بَزَغت : طلعت وظهرت ـ مرصّع : مزيّن . درّية : جواهرـ الفذّ : المنفرد والمتميّز ـ طَفَقَ : أخذ ـ الباعث : الدافع ، السّبب ـ برهة : زمن قصيرـ آنا : آنٌ ، تارةً ـ تسُحّان : تسيلان ـ كنف الله : رعايته وحفظه.
الفكرة العامة :
- البحيرة تشهد قسوة المرأة وبراءة الطفل وحيرة عليّ .
- حيرة "عليّ" لتصرّف المرأة ومحاولته إنقاذ الرّضيع .
- المشهد الرّبيعي المتناقض بين جمال الطبيعة وقسوة الحياة
القيم التّربويّة المستخلصة من النص :
- القلب قلبان : قلب قاس وقلب رحيم .
- قد تحنّ الطبيعة وقد يقسو البشر.
القيم التّربويّة المستخلصة من النص :
- القلب قلبان : قلب قاس وقلب رحيم .
- قد تحنّ الطبيعة وقد يقسو البشر.
- القسوة صفة سلبية علينا تفاديها ومحاربتها.
- بيّن شكل النّص. نثري.
- حدّد نوعه. قصة.
- استتنبط نمطه. سردي وصفي.
عناصر القصّة
الزّمان يوم الأحد منفصل الربيع . في الصّباح الباكر .
المكان : الرّيف: الهضبة ،البحيرة
الشّخصيّات " عليّ" الشّاب الرّاعي ـ المرأة المجهولة . الرّضيع ( شخصيّة ثانويّة) .
الانطلاق : إشارة إلىأجواء الربيع وفرحة المخلوقات بعودته .
الحبكة : ظهور المرأة ومحاولة التّخلص من صغيرها .
الحل : لحاق عليّ بالمرأة محاولا ردعها ، وعدم انصياعها له .
الخاتمة : مفتوحة لإشراكالقارئ في تخيل النّهاية .
إرسال تعليق