-->
5024683318280263

تحضير درس المذاهب الفقهيّة و أسباب اختلافها في مادة العلوم الاسلامية سنة 2 ثانوي

الخط
 مادة العلوم الاسلامية
السنة الثانية ثانوي جميع الشعب
الوحدة : المذاهب الفقهيّة و أسباب اختلافها.
الهدف التعلمي: أن يستنتج أسباب اختلاف الفقهاء من خلال النقاش و الاطلاع على بعض الأمثلة و النصوص.
 
أوّلا- مفهوم المذاهب الفقهيّة: جملة الأحكام و المسائل الفقهية التي صدرت من إمام أو مجتهد في الفقه، و ما يلحق بها من المسائل التي استخرجها أتباع المذهب استنادا إلى قواعد الإمام و أصوله.
- أو هي مدارس علّمية في فهم النصوص الشرعية،وفي استنباط الأحكام الفقهية التي يحتاج المسلمون إليها في نوازلهم و ما يستجد في حياتهم إلى معرفة الحكم الشرعي المناسب لها،اعتمادا على قواعد علمية وضوابط محكمة.
ملاحظة: بدأت هذه المذاهب بالظهور منذ عهد الصحابة الذين أسسوا مدارس فقهية في الحجاز و العراق والشام و اليمن و مصر و الحجاز ثم انتقل علمهم إلى التابعين خلال القرن 2ه و هنا بدأ تأسيس هذه المدارس على يد الأئمة الفقهاء.

ثانيا- من أسباب الاختلاف بين الفقهاء:
أ- الاختلاف في فهم النصوص الشرعية: حيت نجد تفاوت عند الفقهاء في فهمهم للنّص الشرعي واستنباط الحكم الشرعي منه وخير مثال على ذلك اختلاف الصحابة يوم غزوة الأحزاب في فهمهم لقوله صلى الله عليه وسلم"لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ"ففهم البعض أن المراد هو الإسراع في السير فصلوا العصر في الطريق ووقف الآخرون عند ظاهر النّص فلم يصلوا العصر إلا في بني قريظة.
ب- الاختلاف في فهم الأحاديث وتصحيحها: و هذا يرجع إلى معظم الاختلافات الفقهية التي وقعت بين العلماء و من أهم أسباب هذا النوع:
- عدم بلوغ الدليل وعدم ثُبوته: ومن أمثلة ذلك أن الجدة جاءت إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأله عن ميراثها،فقال لها أبو بكر:مالك في كتاب الله شيء و ما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس، قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاها السدس فقال أبو بكر هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه.
أما عدم ثبوت الدليل: فمثاله أن ابن مسعود رضي الله سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ولم يدخل بها حتى مات،فقال ابن مسعود رضي الله عنه لها مثل صداق نساءها ،لا وكس و لا شطط وعليها العدة ولها الميراث فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل الذي قضيت ففرح بها ابن مسعود رضي الله عنه. 

ثالثا- أبرز المذاهب الفقهية: يمكن بيان المذاهب التي حافظت على استمرارها و أسباب بقائها فيما يلي:
1- المالكية: أسسه مالك بن أنس(93ه-179هـ)ومن أوسع المذاهب انتشارا في القديم و الحديث، و كان من نتائج انقسام علماء الصحابة و التابعين إلى مدرستين مدرسة الرأي و مدرسة الحديث أن ظهر الإمام مالك كعلم من أعلام أهل الحديث لنشأته في المدينة المنورة، و لكن تطورت معالمه على أيدي تلاميذه من بعده،يعتمد مذهبهم على الأخذ من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ويمتازون بالمرونة لتوسعهم في الأخذ بالمصالح المرسلة، ومن أبرز شخصياته عبد الرحمن بن القاسم،أشهب بن عبد العزيز ،عبد الله بن وهب، أشهب ،يحي بن يحي الليثي،انتشر هذا المذهب في الحجاز و الكويت و السودان و المغرب العربي و بلاد المغرب العربي كما عملت به دولة المرابطين والموحدين.
2- الإباضية: فمؤسس هذا المذهب هو جابر بن زيد إلا أن المذهب لم ينسب إليه، وإنما نسب إلى عبد الله بن إباض (ت80هـ) أحد كبار زعماء الإباضية،وللإباضية فقه مدون ولمذهبهم أتباع إلى يومنا وكانت عاصمة الإباضية سابقا تهرت (الدولة الرستمية) ثم انتقلوا إلى القرارين بغرداية ولهم مجالس تسمى العزابة تعقد إلى يومنا هذا،ينتشر هذا المذهب بسلطنة عمان و الجزائر، تونس، ليبيا،عمان ومن ابرز شخصياته الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف أطفيش.
3- الحنفية:هو أوسع المذاهب انتشارا في القديم و الحديث،نشأ على يدي أبي حنيفة النعمان (80ه-150ه)، اعتمدوا على الكتاب و السنة والإجماع وتوسع أصحابه في الأخذ بالقياس حتى عرفوا به وأكثروا من استعماله وكذلك الاستحسان والعرف، و من أبرز شخصياته أبو يوسف،محمد بن الحسن الشيباني، انتشر المذهب الحنفي في الشام و العراق وتركيا وألبانيا وسائر البلاد الإسلامية في الشرق الأقصى.
4- الشافعية: أسسه محمد بن إدريس الشافعي (150ه- 204هـ) حيث تلقى الشافعي الفقه و الحديث عن مالك والرأي عن محمد بن الحسن الشيباني،واستطاع أن يرسم لنفسه منهجا وسطا بين المدرستين،و قد قام بنشره بنفسه،يعتمد هذا المذهب على القرآن السنة الإجماع والقياس ثم خبر الآحاد وينكرون الاستحسان،ومن أبرز شخصياته يوسف البويطي وإسماعيل المزني، وقد انتشر في مصر والحجاز و اليمن والعراق واندونيسيا وفلسطين.
5-الحنابلة: أسسه أحمد بن حنبل (164ه-241هـ) ساعد على ظهور مذهبه كثرة رحلاته وكذلك عمل تلاميذه فقد كان لمحنة خلق القرآن الدور البالغ في نشره، يعتمدون على القرآن و السنة والإجماع والقياس والاستحسان ثم فتوى الصحابي ويكثرون من الأخذ بالأحاديث الضعيفة والمرسلة ،ومن أبرز شخصياته صالح بن أحمد بن حنبل،ابن تيمية،ابن قيم الجوزية،انتشر في الحجاز و نجد و الشام، إيران،مصر و العراق و الخليج.
ملاحظة: هناك فرق بين الاختلاف و الخلاف فالاختلاف بينهم غالبه اختلاف في الفروع لا الأصول.
تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة