-->
5024683318280263

تحضير درس الترف و آثاره في مادة العلوم الاسلامية للسنة الثانية ثانوي جميع الشعب

الخط
مادة العلوم الاسلامية
السنة الثانية ثانوي جميع الشعب
الوحدة : الترف و آثاره.
الهدف التعلمي: أن يتعرّف على مفهوم الترف و آثاره على المجتمعات و عاقبة المترفين من خلال تحليل النصوص القرآنية المُقررة.
 
أولا- مفهوم التّرف: هو التنعّم (من النّعمة) والتوسع في العيش والشهوات حتى يصل إلى الطغيان و التجبّر.
أو هو التنعم بالدنيا لدرجة نسيان الآخرة.(أي التنعم المتوسع بلذائد الدنيا وشهواتها).أما المترفين:هم الذين أطغاهم المال وأفسدهم.
- ملاحظة: هناك فريق بين الغني والمترف:فالغني الذي كوّن ثروته بالحلال فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِح"

ثانيا- آثار التّرف: نذكر منها:
1- إنكار الرّسالات وصدّ المُصلحين: فالمترفين هم أعداء لكل نبي ورسول ومعرقلون لكل إصلاح لقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ" سبأ34
2- الفسوق والظّلم: فللترف أخطار جسيمة على المجتمعات البشرية فالناظر في أسباب سقوط كثير من الأمم كالرومان والفرس وكذا الناظر في سقوط الدولة العباسية وفي ضياع الأندلس هو ترفهم لقوله تعالى "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" و قال أيضا لقوله تعالى "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ"
3- التقليد الأعمى: يعرف المترفين أنهم يرفضون إتباع الحق،وحجتهم في ذلك تقليدهم ملة ودين،لآبائهم،تعصبا لقوله تعالى"وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ"كما أنّ للغزو الثقافي أثر بارز في ذلك.

ثالثا- عاقبة المترفين:
1- الإهلاك في الدنيا: يبدد الله ثروتهم ويدمر عمرانهم ويجعلهم عبرة لغيرهم من الأمم.قال تعالى "وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ(11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ(12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ" الأنبياء11-12
2- العذاب في الآخرة: مصيرهم النار بسبب ما اقترفت أيديهم من خراب وفساد قال تعالى:"وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ(42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ(43) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ(44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ(45)" و قال أيضا "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ"

رابعا- علاج الترف:
- تقوية الوازع الديني والإحساس بالرقابة الإلهية قال تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ(77)"
- مجاهدة النفس على الإكثار من نوافل العبادات.
- الرجوع إلى هدي السلف الصالح بقراءة سيرهم وأحوالهم، مع دراسة واعية ودائمة لسيرة سيد الأنبياء والمرسلين .
- تربية النفس على الفطام فلا يحقق لها كل ما تشتهيه وتطلبه.
-النظر إلى ملذات الحياة الدنيا وأنها زائلة إلى الدار الآخرة،وتذكر ما أعد الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وأن الترف مما لا يليق بالمسلم.
- معرفة أن الترف ليس من أسباب السعادة فكم من مترف يتقلب في جميع النعم ومع ذلك تجد أن فيه من الأمراض النفسية ما تكدر عليه لذة تلك النعم،مثل كثرة الوساوس،وانشغال البال،والقلق وغير ذلك. -التأمل في تبعات الترف في الآخرة ووقوف المرء بين يدي الله تعالى للمحاسبة.

خامسا- الأحكام والفوائد: اختيار الآية 34-35 من سورة التوبة.
أ- الأحكام الشرعية
- حرمة كنز الأموال وعدم إنفاقه.
- وجوب الزكاة في المال.
ب- الفوائد
- بيان عقوبة المكتنز للمال في الآخرة.
- اكتناز الأموال يؤدي إلى ظهور المترفين.

ملاحظة: إن الحديث عن الترف،لا يعني طلب ترك النعمة، و لا التباعد عنها بل نقول كما قال الله تعالى "كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ "فإن المترَف المذموم،هو الذي أبطرتْه النعمة وسعة المعيشة وليس الذي يتمتع بنعمة الله على طاعته. فالمال ليس مذموما لذاته بل لما يؤدي إليه من آفات ناتجة عن استخدامه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال "نعم المال الصالح للرجل الصالح "فالمال إذا أحسن المسلم استخدامه وصل به إلى درجات عالية كما كان الحال لكثير من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم و العكس تماما كما كان الحال بالنسبة لكثير من المشركين الذين صدهم المال عن الإيمان قال تعالى "مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ"
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة